واستقر به المقام في أترخت، حيث درس القانون، وتعلم الهولندية والفرنسية، وقرأ كل كتاب فولتير "في الأعراف"(كما يقول). وقد عانى أول الأمر من نوبة اكتئاب قاسية، ووبخ نفسه على كونه زير نساء حقيراً، وفكر في الانتحار. وألقى اللوم في فجوره الأخير على فقده إيمانه الديني. "كنت مرة كافراً"، وسلكت مسلك الكافرين؛ أما الآن فأنا جنتلمان مسيحي" (١٠١). ووضع لنفسه "خطة محكمة" لإصلاح ذاته: فهو عازم على إعداد نفسه للقيام بواجبات اللورد الاسكتلندي" وعلى أن "يكون وفياً لكنيسة إنجلترا"، وأن يلتزم بالقانون الأخلاقي المسيحي "حذار من أن تتحدث عن نفسك" بل "إحترم نفسك … وستكون على العموم شخصية ممتازة"(١٠٢).
ثم استعاد اهتمامه بالحياة حين وحد قبولاً في بيوت سراة الهولنديين. فكان في زيه الآن "القرمز والذهب، … والجوارب الحريرية البيضاء، والخفان الجميلان … ومنديل برشلوني، وعلبة أنيقة لخلة الأسنان"(١٠٣) وعلق قلبه بإيزابيللا فان تويل، التي كان المعجبون بها يلقبونها "حسناء زويلن" و "زليدة" أيضاً، وقد نوهنا من قبل عنها واحدة من نساء كثيرات لامعات في هولندا ذلك الجيل. ولكنها عزفت عن الزواج، وأقنع بوزويل نفسه بأنه قد رفضها. ثم جرب حظه مع مدام جيلفنك، الأرملة الحسناء، ولكنه ألفاها "لذيذة حصناء"(١٠٤). وأخيراً "صممت على القيام برحلة إلى أمستردام واصطياد فتاة". فلما أن بلغها "ذهبت إلى ماخور … وآذى شعوري أن أجدني في مهاوي الفجور الوضيع" وفي الغد "ذهبت إلى كنيسة واستمعت إلى عظة حسنة … ثم تجولت مخترقاً المواخير الحقيرة في أزقة قذرة"(١٠٥). واستعاد "كرامة الطبيعة الإنسانية" حين تسلم من صديق خطاب تقديم إلى فولتير.
وكان قد وفى بوعده لأبيه بأنه سيدرس بجد في أوترخت؛ لذلك تلقى منه الإذن والمال للرحلة الكبرى المألوفة التي يتوج بها الجنتلمان الإنجليزي