للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبعد عام كتب لصحيفة نيوبري "ببلك لدجر" بعض "الرسائل الصينية" التي أعيد نشرها في ١٧٦٢ بعنوان "مواطن العالم". أما خطتها فقديمة: فهي تصور رحالة شرقياً يروي أساليب عيش الأوربيين في ضحك واشمئزاز شديد، فنرى "لاين تشي ألتانجي" يصف في رسائله إلى صديق له في وطنه، أوربا مسرحاً فوضوياً للجشع والطمع والدسائس. وقد نشر جولدسمث الكتاب غفلاً من اسمه، غير أن أهل فليت ستريت (شارع الصحافة) تبينوا أسلوبه في اللغة البسيطة، والأوصاف النابضة بالحياة، والنبرة اللطيفة المحببة، فلما أحس بشهرته انتقل إلى مسكن أفضل في رقم ٦ بشارع واين أوفس كورت. وكان قد أطرى جونسن في "الرسائل الصينية" فجرؤ الآن على دعوة واضع المعجم إلى العشاء (وكان يسكن على جانب الطريق المقابل). وحضر جونسن، وبدأت من يومها صداقتهما المديدة (٣١ مايو ١٧٦١).

وحدث في يوم من أيام أكتوبر ١٧٦٢ أن تلقى جونسن رسالة عاجلة من جولدسمث يطلب فيها العون. فأرسل إليه جنيهاً، وحضر بعد قليل، فوجد أن جولدسمث يوشك أن يقبض عليه لعدم دفعه أجرة مسكنه: وسأل جونسن صديقه إن كان لديه شيء ذو قيمة يرهنه أو يبيعه. فأعطاه جولدسمث مخطوطاً عنوانه "قسيس ويكفيلد". ويقول جونسن (١٦٠). إنه طلب إلى صاحبة الدار أن تنتظر، وقدم القصة إلى الكتبي جون نيوبري، وباعها له بستين جنيهاً. ثم دفع بالنقود إلى جولدسمث، فسدد هذا الإيجار واحتفل بهذه المناسبة بزجاجة من النبيذ. واحتفظ الكتبي بالمخطوط أربع سنين دون أن ينشره.

وفي ديسمبر ١٧٦٤ طلع جولدسمث بأول قصائده الكبرى "الرحالة أو إطلالة على المجتمع" وقد استعاد فيها جولاته في القارة، ووصف ما في كل قطر من نقائض وفضائل، ولاحظ أن كل بلد يحب نفسه خير بلاد الله. وفاخر بقوة إنجلترا "التي كانت قد انتصرت في حرب السنين السبع). ووصف أعضاء البرلمان بهذين البيتين:

أني أشهد سادة الجنس البشري يمرون

وفي مشيتهم شموخ، وفي عيونهم تحد؛