الذين التمسوا العون منه (١٧٢). وقد رجا جاريك (الذي لم يكن قد استرد منه جنيهاتها الأربعين) أن يقرضه ستين جنيهاً على ذمة مسرحية أخرى، فوافاه بالمبلغ. وبلغت ديون جولدسمث عند موته ٢٠٠٠ جنيه. وتساءل جونسن "هل وجد قط فقير أولاه الناس هذه الثقة من قبل؟ "(١٧٣).
وفي ١٧٧٤، بينما كان على وشك الذهاب إلى أحد الأندية العديدة التي انتمى إليها، وأصابته الحمى. فأصر على أن يصف لنفسه الدواء، ناسياً نصيحة بوكليرك بأنه ينبغي ألا يصف الدواء إلا لأعدائه، وتناول عقاراً مسجلاً، فساءت حاله. ودعي طبيب لعيادته، ولكن وقت إنقاذه كان قد فات. وقضى نحبه ٤ أبريل غير متجاوز الخامسة والأربعين. والتف حول جثمانه حشد من الباكين، وكانوا رجالاً ونساء بسطاء يكادون يعتمدون في قوتهم على صدقاته. ودفن في فناء كنيسة "التمبل" ولكن أصحابه أصروا على أن يقام له نصب تذكاري في وستمنستر آبي. ونحت نولكنز التذكار وكتب جونسن القبرية. وكان خيراً منها السطور التي كتبها الشاعر في مسرحية "الرجل الطيب" إذ يقول "ما أشبه الحياة في أعظم حالاتها وأفضلها بطفل شقي لا بد من ملاطفته ومسايرته قليلاً حتى ينام، ثم ينتهي كل الهم والقلق"(١٧٦).