للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تحدث في كتابات سابقة عن المستعمرات الأمريكية بحياد عرضي، فرأى أنها "اختطفت دون استناد إلى مبادئ سياسية عادلة جداً"، وذلك إلى حد كبير راجع إلى أن دولاً أوربية أخرى كانت تختطف المستعمرات بإفراط (١١٦)، ولأن إنجلترا أرادت حماية نفسها من بلدين-فرنسا وأسبانيا-أصبحتا قوتين إلى حد يهدد بالخطر بسبب التهامهما لأمريكا. وكان قد امتدح المستعمرين الفرنسيين على معاملتهم الهنود معاملة رحيمة وعلى التزاوج منهم، وأدان المستعمرين البريطانيين لغشهم للهنود وظلمهم للزنوج (١١٧). ولكن حين راح المستعمرون يتحدثون عن الحرية، والعدالة، والحقوق الطبيعة، احتقر جونسن دعاواهم لأنها رياء خداع، وتساءل "ما بالنا نسمع أعلى نباح عن الحرية بين جلابي العبيد الزنوج؟ " (١١٨). ثم بسط الرأي المعارض لتحرير المستعمرات في كراسة قوية عنوانها "فرض الضرائب ليس طغياناً" (١٧٧٥)، والظاهر أنها كتبت بناء على طلب الوزارة، لأن جونسن اشتكى (فيما يروي بوزويل) من أن معاشه منح له "بوصفه شخصية أدبية"، وها هو الآن "تطلب إليه الحكومة أن يكتب كراسات سياسية" (١١٩).

وكانت حجة جونسن أن المستعمرين بقبولهم حماية بريطانيا العظمى قد أقروا ضمناً بحق الحكومة البريطانية في فرض الضرائب عليهم. وفرض الضرائب، إذا توخينا الإنصاف، لا يقتضي تمثيل الأشخاص المفروضة عليهم تمثيلاً مباشراً في الحكومة؛ ونصف سكان إنجلترا لا ممثلون لهم في البرلمان، ومع ذلك قبلوا فرض الضرائب عليهم مقابلاً عادلاً لما توفره الحكومة من نظام اجتماعي وحماية قانونية. وقد ذهب هوكنز-وهو الذي أمد جونسن بحججه (١٢٠) -إلى أن هذه الكراسة "فرض الضرائب ليس طغياناً" "لم تتلق رداً" (١٢١)، أما بوزويل، الذي تذكر كورسيكا، فقد إنحاز إلى وصف الأمريكيين، وأسف على ما في قلم جونسن من "عنف بالغ"، وقال "لست أشك في أن هذه الكراسة كتبت بناء على رغبة أولئك الذين كانوا يومها يتقلدون زمام الحكم، والحق أنه اعتراف لي بأن بعض هؤلاء راجعها واختصرها" (١٢٢). وقد تنبأت فقرة حذفتها الوزارة بأن