للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآن مجموعة هائلة، إلا أنها مصممة على شراء حلق على شكل الثريا من بومر. ولم أخف عن جلالتها أنه كان أحكم في الظروف الاقتصادية الراهنة لو تجنبت هذا لإنفاق الباهظ، ولكنها لم تستطع مقاومة رغبتها-وإن أجرت الصفقة في حذر مخفية أمرها عن الملك" (٢٩).

وبعث ماريا تريزا إلى ابنتها بتوبيخ صارم، واكتفت الملكة بالتزين بحليها في المناسبات الرسمية فقط، ولكن الشعب لم يغتفر لها قط هذا التبذير المفرط في ضرائبه، وبعد حين سيصدق أنها وافقت على شراء القلادة الماسية الشهيرة.

أما الملك فقد أغضى عن مواطن الضعف في زوجته لأنه كان يعجب بها ويحبها، ولأنه كان شاكراً لها صبرها على عجزه الجنسي. فدفع لها ديون القمار التي استدانتها من جيبه الخاص وشجع زياراتها لأوبرا باريس، وإن علم أن مرحها المعلن على الملأ يزعج شعباً ألف في ملوكه الوقار والحشمة. ودفعت الحكومة نفقات ثلاث حفلات مسرحية، وحفلتي رقص، وعشائين رسميين في البلاط مرتين كل أسبوع تقريباً، يضاف إلى هذا أن الملكة كانت تحضر المراقص المقنعة في باريس أو في البيوت الخاصة. لقد كانت هذه السنوات ١٧٧٤ - ٧٧ فترة تبديد وإسراف على حد قول أمها بصراحة. وإذ كانت الملكة لا تجني من وراء مغازلات زوجها في الليل سوى الرغبة توقظ دون إشباع، فقد شجعته على النوم مبكراً (مقدمة ساعة الحائط أحياناً لتعجيل ذهابه للفراش) حتى تستطيع مشاركة الأصحاب ألعاباً قد تمتد الليل بطوله. وكانت زاهدة في الأدب، واهتمامها بالفن قليل، وأكثر منه اهتمامها بالدراما والموسيقى، وكانت تجيد الغناء والتمثيل وتعزف على الهارب، وتؤدي بعض صوناتات موتسارت على الكلافيكورد (٣٠).

وبين هذه العيوب جميعها كان واحد فقط عيباً جوهرياً-ذلك هو التبذير نتيجة للسأم والإحباط، ولطفولة وصبى ألفا الترف وجهلا الفقر. وقد زعم الأمير لين (الذي ربما كان فيه من صفات الجنتلمان أكثر