ومنديلاً لن الشاش، وقبعة من الخوص، وكانت تحب أن ترى اللبن يحلب بالملاطفة من خير الضروع في آنية من برسلان سيفر. وكانت هي وأصدقاؤها يعزفون أو يلعبون ألعاباً داخل البيتي ترينون، وعلى الخمائل يولمون الولائم للملك أو لكبار الزوار. وهناك وفي القصر الملكي أيضاً. وكانت الملكة تخرج المسرحيات التي تلعب أدواراً هامة في بعضها-كدور سوزان في "زواج فيجارو"، ودور كوليت في "عراف القرية" فتبهج الملك بتنوع مواهبها وجاذبيتها.
فلما خشيت تقول المتقولين إن هي أسرفت في حرية الاختلاط بالرجال، كونت مع بعض النساء صداقات حميمة بلغت من الوثاقة ما وجه النميمة وجهة أخرى. فجاءت أولاً ماري-تريز وسافوا-كارنيان، أميرة لامبال، الرقيقة، الحزينة، الهشة. وكان قد انقضى عليها سنتان في ترملها مع أنها لم تجاوز الحادية والعشرين. وكان زوجها-وهو ابن دوق بنتييفر حفيد لويس الرابع عشر-يعاشر الخليلات ويختلف إلى المومسات بعد زواجه بقليل، فأصيب بالزهري ومات به بعد أن اعترف بآثامه لزوجته في تفصيل مقزز. ولم تفق قط من المحنة الطويلة التي ابتلاها بها ذلك الزواج، وظلت تعاني من التقلصات العصبية ونوبات الإغماء حتى مزقها إرباً جمهور من غوغاء الثورة في ١٧٩٢ - وانعطفت ماري أنطوانيت نحوها بدافع الشفقة أول الأمر، ثم تعلمت أن تحبها حباً حاراً، فتلقاكما كل يوم، وتكتب لها رسائل الإعزاز مرتين في اليوم أحياناً. وفي أكتوبر ١٧٧٥ عينت الأميرة مشرفة على بيت الملكة، وأقنعت الملك رغم اعتراضات طورجو بأن يقرر لها راتباً سنوياً قدره ١٥٠. ٠٠٠ جنيه. ثم كان للأميرة أقرباء وأصدقاء، التمسوا منها أن تستخدم نفوذها لدى الملكة، وعن طريقها لدى الملك، لنيل المناصب أو الهبات. وبعد عام تركت أنطوانيت محبتها لها تذبل واتخذت صديقة أخرى.
وكانت هذه الصديقة الجديدة، واسمها يولند دبولا سترون زوجة الكونت جول دبوليناك، عريقة المنبت رقيقة الحال؛ كانت خلوة، صغيرة الجسم، طبيعية، وما كان أحد ليخامره الظن إذا رآها بأن فيها هذا الشره