للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجمهوريات أو الثورات ود، ولكنه كان تواقاً للثأر من إنجلترا لفرنسا. غير أنه لم يرض بالموافقة على أي معونة سافرة لأمريكا، لأن البحرية البريطانية كانت لا تزال أقوى من الفرنسية رغم ما أنفقته عليها سارتين، وكان في مقدورها تدمير السفن الفرنسية إذا كانت الحرب سافرة إلا أنه أشار الملم بالإذن ببعض المعونة السرية، وحجته لها في أمريكا أو قربها أسطول قادر على الاستيلاء متى شاء على الممتلكات الفرنسية والأسبانية في البحر الكاريبي. أما إذا أمكن المطاولة في الثورة، فإن فرنسا ستقوى، وإنجلترا تضعف، وتستطيع البحرية الفرنسية استكمال تجديدها. أما لويس فكان يرتعد فرقاً لفكرة تقديم المعونة لثورة ما، وحذر فرجين من أي عمل سافر قد يفضي إلى حرب مع إنجلترا (٩٦).

وفي أبريل كتب فرجين إلى بومارشيه يقول:

"سنعطيك سراً مليوناً من الجنيهات، وسنحاول الحصول على مبلغ مماثل من أسبانيا. (وقد حصلوا على هذا المبلغ) وبهذين المليونين عليك أن تؤلف شركة تجارية، وتزود الأمريكيين على مسؤوليتك بالسلاح والذخيرة والأجهزة، وسائر الأشياء التي يحتاجون إليها لمواصلة الحرب. وستسلمك ترسانتنا السلاح والذخيرة، ولكنك ستعوضها أو تدفع ثمنها. وإياك أن تطلب مالاً من الأمريكيين، لأنهم لا يملكون المال، ولكن أطلب مقابلاً غلات أرضهم، التي سنساعدك على بيعها في هذا البلد" (٩٧).

وبهذا المال اشترى بومارشيه المدافع والبنادق والبارود والثياب والأجهزة اللازمة لخمسة وعشرين ألف رجل، ثم أرسل هذه البضائع إلى ميناء كان دين قد جمع فيه عدة قراصنة أمريكيين وأعاد تجهيزهم. وقد شجع وصول هذه المعونة أو الوعد الوثيق بها المستعمرين على إصدار إعلان الاستقلال (٤ يوليو ١٧٧٦). فلما ترجم الإعلان إلى الفرنسية، وتداوله الناس بموافقة الحكومة الفرنسية الضمنية، استقبلته جماعة الفلاسفة بحماسة وفرح، وكذلك تلاميذ روسو الذين تبينوا فيه أصداء من "العقد الاجتماعي".