للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كاهن سان-سولبيس، فأعلن كلاهما أنه غير كاف (٢٢). ومع ذلك استعد جولتييه لمناولة القربان لفولتير، ولكن فولتير اقترح تأجيل المناولة قائلاً "أنني أبصق الدم في سعالي باستمرار، ويجب أن نحذر من اختلاط دمي بدم الإله الصالح" (٢٣). ولسنا ندري بأي روح قال هذه الكلمات-أبروح التقوى الصادقة أم بروح النزوة العارضة.

وفي ٣ مارس حضر ديدرو، ودالامبير، ومامرونتيل، ليعودوا المريض. فلما جاءه جولتييه في ذلك اليوم يحمل تعليمات من رئيسه بأن يحصل على اعتراف "أقل لبساً وأكثر تفصيلاً" قيل له أن فولتير ليس في حال تسمح له باستقباله. وعاد جولتييه عدة مرات، ولكنه في كل مرة كان يصرفه الحارس السويسري الواقف بالباب. وفي ٤ مارس كتب فولتير إلى كاهن سان-سولبيس يعتذر لتعامله مع مرءوس له. وفي ١٣ مارس استقبل الكاهن، ولكن يبدو ان الزيارة لم تسفر إلا عن تبادل المجاملات (٢٤). ثم توقفت نوبات النزيف أثناء ذلك .. فشعر فولتير بأنه يستعيد عافيته، وفترت تقواه.

وفي ١٦ مارس مثلت "ايرين" على مسرح التياتر-فرانسيه. وحضر الحفلة كل البلاط تقريباً بما فيهم الملكة. ولم تكن المسرحية مما يرقى إلى مستوى فولتير العادي، ولكنها ظفرت مع ذلك بالثناء باعتبارها إنتاجاً رائعاً لرجل في الرابعة والثمانين. أما فولتير الذي حالت شدة المرض بينه وبين حضور الحفلة فقد كان يحاط علماً باستجابة النظارة فصلاً فصلاً، وفي اليوم السابع عشر جاءه وفد من الأكاديمية الفرنسية يحمل إليه تهنئتها. وفي ٢١ مارس شعر بأن فيه من العافية ما يسمح له بالخروج راكباً عربته، فزار سوزان دلفري، مركيزة جوفرتيه، التي كانت خليلته. قبل ثلاثة وستين عاماً. وفي الثامن والعشرين زار طورجو.

وكان يوم ٣٠ مارس يومه الأغر. فقد ذهب بعد ظهره إلى اللوفر ليحضر اجتماعاً للأكاديمية. قال دني فون فيزن، وهو كاتب روسي كان يومها في باريس "حين خرج راكباً عربته من بيته رافقها حتى الأكاديمية