وفي ١٨٢٥ أختتم وهو في السابعة والسبعين حياة من أروع ما عرف تاريخ الفن.
ومن لوحاته لوحة تصور مدام فيجيه-لبرون، التي رفضت الثورة وآثرت الملوك والملكات. وقد نشرت وهو تدنو من عامها السابع والثمانين (١٧٥٥ - ١٨٤٢) مذكرات تروي وصفاً لطيفاً لشبابها، وتذكر قصة محزنة لزواجها، ويوميات برحلتها الفنية الطويلة، وصورة لامرأة فاضلة يصدمها عنف التاريخ. وقد مات أبوها وهي في الثالثة عشرة، وكان مصور أشخاص، ولم يترك لها مالاً، ولكن إليزابث كانت تلميذة شديدة الذكاء، فاستطاعت وهي بعد في السادسة عشرة أن تكسب دخلاً طيباً من صورها. وفي ١٧٧٦ تزوجت مصوراً آخر اسمه بيير البرون، وكان ابن أخ بعيد لشارل لبرون الذي كان مدير الفنون للويس الرابع عشر. وبدد زوجها ثروتها وثروته (كما تقول)"بشغفه الجامح بالنساء السيئات الخلق، وبولعه بالقمار"(٦٩). وقد ولدت له ابنة، ثم هجرته بعد ذلك بقليل.
وفي ١٧٧٩ رسمت صورة لماري أنطوانيت، التي بلغ إعجابها بها أن جلست لها لترسمها في عشرين لوحة. وتوثقت الصداقة بين المرأتين فكانتا تشتركان في غناء الألحان الرقيقة التي كان جريتري يستدر بها العبرات من عيون باريس. وقد فتح كل الأبواب أمام المصورة الجذابة هذا العطف الملكي وما تميز بها عملها من أناقة مهذبة، وما لبثت كل سيدة ثرية أن اشتاقت للجلوس إليها لتصويرها. وكانت تتقاضى أتعاباً يسر لها ارتفاعها الاحتفاظ بشقة غالية وصالون يختلف إليه خيرة موسيقيي باريس.
وقد ذهبت ثلاث مرات لتصور مدام دوباري في لوفسيين رغم صداقتهما للملكة. وفي المرة الثالثة (١٤ يوليو ١٧٨٩) سمعت قصف المدافع في باريس. فعادت إلى المدينة لتجد أن الباستيل سقط، وأن جماهير الغوغاء الظافرة تحمل الرءوس النبيلة على أسنة الرماح الملطخة بالدماء. وفي ٥ أكتوبر بينما كان حشد آخر من الغوغاء يسير صوب فرساي ليأسر الملك والملكة، جمعت