الأكاديميات الحربية الأثنتي عشرة التي أنشأها سان-جرمان عام ١٧٧٦ أو بعده (وفي واحدة منها-بمدينة بريين-كان نابليون بونابرت يتلقى دروسه). ويروون أن طلبة الكليات "كثيراً ما ألفوا التنظيمات لتأييد المظاهرات السياسية"(٧٣)، ولما كان عدد خريجي الكليات في تلك الفترة يجاوز طاقة الاقتصاد الفرنسي على استخدامهم، فقد بات الخريجون العاطلون مصدراً للسخط والتذمر، وألف هؤلاء الرجال نشرات أججت نيران الثورة.
وكان للأغنياء مكتبات خاصة في مقار تحسد عليها، تضم كتباً تجلد تجليداً فاخراً وتقرأ أحياناً. أما أفراد الطبقتين الوسطى والدنيا فكانوا ينتفعون بالمكتبات المتنقلة، او يشترون كتبهم-وكلها تقريباً ورقية الغلاف-من الأكشاك أو الحوانيت. وفي ١٧٧٤ قدر المبيع من الكتب في باريس بأربعة أمثال المبيع في لندن الآهلة بعدد أكثر كثيراً من السكان (٧٤)، وذكر رستيف دلابريتون أن القراءة قد جعلت عمال باريس "عنيدين"(٧٥).
أما الصحف فكانت تنمو عدداً وحجماً وتأثيراً. وكانت صحيفة "الجازيت دفرانس" القديمة، التي أنشئت في ١٦٣١، لا تزال الأداة الرسمية-وغير الموثوق بها-في نقل الأنباء السياسية. وكانت صحيفة "المركيز دفرانس" التي بدأت في ١٦٧٢ باسم "المركيز جالان" توزع في ١٧٩٠ ثلاثة عشر ألف نسخة، وهو توزيع كان يعد ممتازاً؛ وقد وصفها ميرابو بأنها أكفأ الصحف الفرنسية (٧٦). وفي ١٧٧٧ صدرت "الجورنال دباري"-وهي أول الصحف اليومية الفرنسية، أما صحيفة "المونيتور" الأوسع شهرة فلم تصدر إلا في ٢٤ نوفمبر ١٧٨٩. وكان هناك الكثير من الصحف الإقليمية، مثل "الكوربيه دبروفانس" التي كان يحررها ميرابو الابن.
وكانت النشرات أو الكراريس فيضاناً غامراً اكتسح في النهاية كل شيء أمامه. ففي الشهور الأخيرة من عام ١٧٨٨ صدر منها نحو ٢. ٥٠٠ في فرنسا (٧٧).