أما الثورة التي أعان على الإعداد لها فكانت نكبة عليه. ذلك أنه في ١٧٨٩ بنى لنفسه ولزوجته الثالثة قصراً غالي التكلفة تجاه الباستيل، ملأه بالبديع من الأثاث والرياش وأحاطه بفدانين من الأرض. ونظر الرعاع الذين أثاروا الشغب مراراً في المنطقة شزراً إلى هذا الترف، فأغاروا على بيته مرتين، وأصبح بومارشيه الذي اكتمل الآن صممه وشاخ قبل الأوان مهدداً باعتباره أرستقراطياً. لذلك بعث بملتمس إلى كومون باريس يعلن فيه إيمانه بالثورة، غير أنه قبض عليه رغم ذلك (٢٣ أغسطس ١٧٩٢) ثم افرج عنه بعد قليل. إلا أنه عاش في خوف من الاغتيال لا يفتأ يؤرقه. ثم دارت عجلة الخطر فكلفته حكومة الثورة (١٧٩٢) بالسفر إلى هولندا وشراء المدافع للجمهورية. على أن المفاوضات أخفقت وصودرت أملاكه في غيابه، وقبض على زوجته وابنته (٥ يوليو ١٧٩٤)، فهرع قافلاً إلى باريس، وحصل على الإفراج عنهما، وسمح له باسترداد أملاكه. وعاش بعد ذلك ثلاث سنين محطم الجسد لا الروح، ورحب بصعود نجم نابليون. ثم مات في ١٨ مايو ١٧٩٩ بالنقطة وقد بلغ السادسة والسبعين. وندر حتى في تاريخ فرنسا أن عاش رجل الحياة بمثل هذا الملء والتنوع والمغامرة.