للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فردريك الثاني في ألمانيا، وجوستاف الثالث في السويد. وحظر البابا كلمنت الثاني عشر (١٧٣٨) على السلطات الكنسية أو العلمانية الانضمام إلى الماسون أو مساعدتهم، ولكن برلمان باريس رفض تسجيل هذا الأمر البابوي، فجرده بذلك من مفعوله القانوني في فرنسا. وفي ١٧٨٩ كان هناك ٦٢٩ محفلاً ماسونياً في باريس، كل منها يضم عادة خمسين عضواً إلى مائة (٦٢)، وبين هؤلاء كثير من النبلاء، وبعض الكهنة، وأخوة لويس السادس عشر، وأكثر زعماء حركة التنوير (٦٣)، وفي ١٧٦٠ أسس هلفتيوس محفل العلوم، وفي ١٧٧٠ وسعة الفلكي لالاند إلى "محفل الأخوات التسع" (ربات الفنون). هنا التقى برتولييه، وفرانكلين، وكوندروسيه، وشامفور، وجروز، وأدمون، ثم سييس، وبريسو، وديمولان، ودانتون (٦٤).

وكان الماسون من الناحية النظرية يستبعدون من عضويتهم كل "فاسق كافر" وكل "ملحد غبي" (٦٥)، وكان على كل عضو أن يعلن إيمانه بـ "مهندس الكون الأعظم" ولم تشترط في العضو عقيدة دينية غير هذه، وبذلك قصر الماسون بوجه عام لاهوتهم على الربوبية. ويبدو أنهم كانوا أصحاب نفوذ في الحركة التي قامت لطرد اليسوعيين من فرنسا (٦٦). وكان هدفهم المعلن أن ينشئوا جماعة إخوان دولية سرية يترابطون فيها بالاجتماع والطقوس ويتعهدون بتبادل العون وبالتسامح الديني والإصلاح السياسي. وفي عهد لويس السادس عشر دخلوا ميدان السياسة بنشاط، وأصبح عدد من الأعضاء الأرستقراطيين زعماء متحررين في الجمعية الوطنية-لافاييت، وميرابو الأب والإبن، والفيكونت دنواي، ودوق لارشفوكو-ليانكور ودوق أورليان (٦٧).

وأخيراً جاءت الأندية ذات الطابع السياسي الواضح. وقد نظمت أول الأمر على غرار الأندية الإنجليزية-لتناول الطعام، والسمر، والقراءة-ثم أصبحت حوالي عام ١٧٨٤ مراكز للدعوة شبه الثورة. قال معاصر إنهم في هذه الأندية "يبدون آراءهم بصوت عال ودون قيد في حقوق الإنسان، ومزايا الحرية، والشرور الكبرى الناجمة عن عدم المساواة في ظروف الحياة" (٦٨). وبعد تجمع مجلس الطبقات كون المندوبون عن