والأطباء والعلماء والمدرسون والحرفيون والصحفيون) أما طبقة عامة الشعب (وهم مثل البورجوازيه ليسوا نبلا ولا إكليروس) فكانت تشمل الفلاحين وعمال النقل البرى والبحري وبعض الحرفيين، ثم أصبحت تعنى خليطا غير متناسق يشمل فيما يقول ديورانت: الجزارين والطباخين والبائعين الجوالين والحلاقين وأصحاب المحلات والعاملين في الفنادق وتجار الخمور وصانعيها والنجارين والبنائين، والحذائين، والخياطين ....... الخ.
وكان هؤلاء يلبسون سراويل طويلة تصل إلى كعوب أقدامهم لأنهم عرضة لقسوة المناخ أكثر من غيرهم، ولطبيعة أعمالهم، وهم بلباسهم هذا يختلفون عن النبلاء الذين يرتدون السراويل القصيرة والجوارب الغالية. فعندما يقال: الذين لا يرتدون السراويل القصيرة فهذا لا يعني أكثر من أنهم ليسوا نبلاء، الكلمة لا تعني أكثر ولا أقل من ذلك، فإذا ترجمنا الكلمة (سانس كولوت) بقولنا (اللامتسرولون) أو الذين لا (يرتدون سراويل) كما ترجمتها المعاجم المتداولة (إنجليزي - عربي)، فليس على القارئ العربي جناح إن هو تصور هذه الشريحة من طبقة الشعب، تهتف صارخة في شوارع باريس، وأياديها تلوح مهددة، بينما تتأرجح أعضاؤها الأخرى مشاركة في الانفعال، ظاهرة لا تغطيها سراويل!.
وليس الأمر كذلك، ولدينا في التراث العربي الحديث أمثلة، فالمصريون كانوا حتى مطلع الخمسينات يقولون هذا مطربش (أي من لابسي الطرابيش) وهذا ليس مطربشا، وهذا لا يعني أنه لا يغطي رأسه بالضرورة وإنما المعنى أنه ليس (أفندي) أو ليس متعلما أو أنه جاهل، وفي العامية أيضا نصف فلاناً بأنه (حافي) وهذا يعني أنه هَمَل رقيق الحال، ولا يعني بالضرورة أن الرجل بغير خف أو نعال، وفي ثقافات أخرى كانوا يقولون حتى وقت غير بعيد: هذا لا يليق به "بشت" أو أنه يرتدي "بشتا" فأفسح له الطريق، وليس المعنى أن من لا يلبس بشتا عاريا بالضرورة. وترجم بعض المترجمين الكلمة (سانس كولوت) بما هو أسوأ إذ وصفهم بأنهم (العراة) كما في النص التالي:
" .. ولفت بعض المؤرخين، حديثاً، الانتباه إلى ثورة أكثر تقدما وأكثر أصالة، قادها المسعورون Les enrages وهم فرقة متطرفة أكثر إلى اليسار من العراة Sans culottes ومن اليعاقبة، كانت تحلم بإعادة صنع شاملة للنظام الاجتماعي، وبإلغاء كل تفاوت. وتقع حركة