ولكن منذ ١٦٣٢ م نشط الكاثوليك في بولندا وأصبح لهم اليد العليا، خاصة بعد أن تولى الحكم الملك جون كازيمير John Casimir سنة ١٦٤٨ م، وهو كاثوليكي يسوعي وكان كاردينالا في الوقت نفسه فأجهز على السوسينين وألغى مؤسساتهم، فهربوا إلى الأراضي المنخفضة وبروسيا. وفي سنة ١٦٤٨ م صدر تشريع برلماني في إنجلترا باعتبار أفكار السوسينين جريمة كبرى. ولم يعتبر مؤرخو الكنسية الإنجليزية كنائس الحركات المناهضة للتثليث ضمن الكنائس الإنجليزية ولا حتى الكنائس المنفصلة عن الكنيسة الإنجليزية. أي أنهم لم يعتبروهم مسيحيين على الإطلاق.
ويرجع بعض الباحثين أصول هذه الحركة للنهضة في إيطاليا ممثلة في إحياء التراث والعودة إلى المصادر والمنابع الأولى. ويوجز واحد من الباحثين في تاريخ الأديان الخطوط العامة لتفكير السوسينين فيقول:
إنهم يعتقدون أن المسيح (عليه السلام) إنسان مميز وغير عادي أوتي الحكمة وفصل الخطاب، وهو نبي قدم لنا المعاني الحقيقية للتشريع والحياة الموعودة، وهم يؤمنون بمبدأ حرية الإرادة البشرية.
ورغم انحسار المد السوسيني نتيجة التشريعات المناهضة لهم، وحل مؤسساتهم إلا أن بعض الباحثين يذكر أنهم كانوا يعقدون اجتماعات على نحو سري، والتحق عدد منهم بالكنائس الكالفنية وراحوا يبثون عقائدهم سرا وبحذر شديد.
ورغم قمع هذه الحركة فقد ظلت الكنيسة الكاثوليكية الأوروبية تخشى من انتشار أفكارها. لذلك بدأ بالنص على فكرة التثليث بعد ذلك في أسماء التجمعات الكنسية وركز الجهود الكنسية نشاطها بين المسيحيين التابعين للدولة العثمانية. وظل هذا واضحا حتى القرن الثامن عشر، بل والقرن التاسع عشر. ففي سنة ١٨٠٧ م تم إنشاء كاتدرائية الثالوث الأقدس Holy Trinity Cathedral وكان فونتو Battista Fonto Giovanni يتخذ من اسطنبول مقرا دائما ويعمل بحرية شبه كاملة بين كاثوليك الدولة العثمانية.
ورغم كل هذه الاحتياطات التي اتخذتها كنائس أوروبا ضد الأفكار السوسينية، فإنها لم تندثر، فقد اعتنق المفكرون الإنجليز: جون بدل (١٦١٦ - ١٦٦٢ م) وجون لوك (١٦٣٢ - ١٧٠٤ م) وبرستلي (١٧٣٣ - ١٨٠٤ م) وبلشام (١٧٥٠ - ١٨٢٩ م) أفكارا