ولأن معظم مثل هذه المناصب كان يمكن الحصول عليها بشرائها من الملك أو وزرائه الذين كانوا يبيعونها لزيادة دخل الدولة، فقد شعر كثيرون من المشترين لهذه المناصب بأحقيتهم في استرداد ما دفعوه فأصبحوا أكثر ميلاً إلى قبول الرشوة. لذا فقد انتشر الفساد (عدم طهارة اليد) بين شاغلي المناصب في فرنسا بشكل غير عادي وكان هذا واحدة من مئات الشكاوى والأسباب الداعية إلى التذمر من نظام حكم يموت. وكانت بعض هذه المناصب والرتب وراثية، ولأن شاغليها والحائزين عليها قد تضاعف عددهم خاصة في البرلمانات أو المحاكم القانونية في مختلف المديريات districts (أو المحافظات أو الدوائر) فقد تنافى شعورهم بالقوة والفخر حتى إن برلمان باريس في سنة ١٧٨٧ ادعى لنفسه الحق في الاعتراض على المراسيم الملكية (التي لها قوة القانون). لقد بدأت الثورة قرب القمة.
وفي نشرة بعنوان "ما هي طبقة العوام أو الطبقة الثالثة؟ Qu'est-ce que le Tiers etat?" صدرت في شهر يناير سنة ١٧٨٩ طرح الراهب الفرنسي إمانويل جوزيف سييز Emmanuel Joseph Sieyés ثلاثة أسئلة وأجاب عنها: ما هي الطبقة الثالثة أو طبقة العوام؟ إنها كل شيء. ما حالها حتى الآن؟ لاشيء. ماذا تود هذه الطبقة أن تكون؟ تريد أن تكون شيئاً ما - أو على وفق لتصحيح تشامفورت Chamfort - كل شيء. لقد كانت تقريبا كل شيء فقد ضمت البرجوازية أو الطبقة الوسطى التي تتكون من ١٠٠،٠٠٠ أسرة وطبقاتها (شرائحها (layers العديدة - رجال البنوك والسماسرة والوسطاء والصناع والتجار والمديرون والمحامون والأطباء والعلماء والمدرسون والحرفيون والصحفيون (تشكل الصحافة السلطة الرابعة) وطبقة عامة الشعب Menu peuple والعبارة تعني قليلي الأهمية (وأحيانا يطلق عليهم لفظ عام هو الشعب) ويقصد بهم البروليتاريا proletariat وحرفيي المدن وعمال النقل البري والبحري والفلاحين.
وكانت الطبقة الوسطى العليا تقبض على زمام السلطة الصاعدة متسعة المدى وتديرها: كان لها السلطان على عملية انتقال الأموال وحركتها ورؤوس الأموال، وكانت تمارس هذه العملية بشدة وجرأة تتسم بالمغامرة، وكانت - في ذلك - تدخل في منافسة واسعة المدى مع الذين يمتلكون السلطان على الاقتصاد الزراعي الإستاتيكي المتسم بالسكون Static