للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان واحداً من مندوبي باريس في الجمعية التشريعية وأخذ على عاتقه مهمة السياسة الخارجية، وقد قاد الاتجاه المنادي بالحرب. وقدمه كوندورسيه Condorcet مع فيرجينيو Vergniaud إلى مدام دى ستيل de Stael فأصبحا من المداومين بإخلاص على الحضور إلى صالونها وساعدا عشيقها الكونت دى ناربون لارا - de Narbonne Lara كي يعينه لويس السادس عشر وزيرا للحرب. وظل الجيرونديون لفترة طويلة يطلق عليهم اسم البريسوتيين Brissotins نسبة إليه.

ويذكر التاريخ جيدا جان ماري رولاند دي لا بلاتيير Jean- Marie Roland de La Platiere لسبب رئيسي وهو أنه تزوج لامعة ألهمته الأفكار والأسلوب وخدعته واحتفت بذكراه، ومجد صعودها إلى المقصلة على وفق رواية شهيرة وقد تكون خرافية. وعندما كانت جين مانون فيليبو Jeanne Manon Phlipon في الخامسة والعشرين من عمرها تقابلت مع جان ماري الآنف ذكره في روان Rouen في سنة ١٧٧٩، وكان وقتها في الخامسة والأربعين من عمره، برأسه بداية صلع وكانت الاهتمامات التجارية والتأملات الفلسفية قد أرهقته، وكان ذا ابتسامة أبوية جميلة، وكان يدعو لرواقية نبيلة فتنت مانون التي كانت بالفعل متآلفة مع الكلاسيكيات القديمة وأبطالها فقد قرأت بلوتارخ Plutarch وهي في الثامنة من عمرها، وكانت أحيانا تفضله على كتاب الصلوات عندما تكون في الكنيسة ومن أقوالها "إن بلوتارخ قد مهد الطريق لأكون جمهورية".

وكانت ذات روح عالية وهي طفلة، فمن أقوالها: "في مناسبتين أو ثلاث عندما ضربني أبي عضضت فخذه الذي كان يجلسني عليه" ولم تفقد عضتها أبدا، لكنها قرأت أيضا حيوات القديسين، وتطلعت - وكأنها تتنبأ - إلى الاستشهاد (الموت في سبيل المبدأ) وشعرت بالجمال وأحست بجلال الطقوس الكاثوليكية واحتفظت باحترامها للدين وبعض الكتابات التي تناولت العقيدة المسيحية حتى بعد استمتاعها بكتابات فولتير وديدرو ودهولباخ ودلامبير ولم تهتم كثيرا بروسو وكانت صارمة جداً إزاء مشاعره، وبدلاً من ذلك فقد أضاعت قلبها