للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الهدف من هذا القرار هو جذب تجار أنتورب إلى قضية الثورة الفرنسية - طالما أن صلح وستفاليا Peace of Westphalia (١٦٤٨) كان قد منع الملاحة في هذا النهر إلا للهولنديين، (لأنها سحبت منها هذا الامتياز) وفسر ملوك أوروبا إعلان المؤتمر الوطني (السابق إيراد مقتطفات منه) بأنه إعلان للحرب عليهم جميعا وعلى السادة الإقطاعيين، فبدأ تشكيل أو تحالف ضد فرنسا.

وقرر المؤتمر الوطني قراره (حتى لا يكون أمامه سبيل للتراجع) بمحاكمة لويس السادس عشر بتهمة الخيانة. فمنذ ١٠ أغسطس راح المسئولون في التمبل يقدمون لمعظم أفراد الأسرة المالكة معاملة نصف إنسانية: للملك وكان في الثامنة والثلاثين من عمره، والملكة كانت في السابعة والثلاثين من عمرها، وأخت الملك "مدام إليزابيث Madame Elisabeth" وكانت في الثامنة والعشرين، وابنة الملك مارى تريز Marie-Therese " مدام روال Madame Royale" وكانت في الرابعة عشرة، وابن الملك ولي العهد لويس- تشارلز Dauphin Louis-Charles وكان في السابعة من عمره.

وبذل الجيرونديون كل ما في وسعهم لتأجيل المحاكمة لأنهم كانوا يعلمون أن الأدلة ستؤدي بالضرورة إلى الإدانة وتنفيذ حكم الإعدام وهذا سيؤدي إلى تكثيف القوى الخارجية جهودها للهجوم على فرنسا، واتفق معهم دانتون في هذا الرأي لكن ظهر شخص آخر في المؤتمر الوطني، إنه لويس - أنطوان سان - جوست Louis - Antoine -Saint - Just، وكان في الخامسة والعشرين من عمره، وقد لفت نظر المؤتمر الوطني بدعوته لقتل الملك:

"لويس قتل الشعب وحاقت به الهزيمة … انه همجي (بربري) سجين حرب أجنبي. لقد رأيتم خططه وتصميماته الغادرة .. إنه هو القاتل في الباستيل وفي نانسي Nancy وساحة دي مارس Champ-de - Mars .. في التوليري فأي عدو وأي أجنبي قد ألحق بكم الضرر أكثر منه؟ "

وكان من الممكن أن يتوقف هذا الهجوم بسبب الحكمة والتدبر، لكن حدث في ٢٠ نوفمبر أن تم اكتشاف صندوق حديدي في جدار الغرف الملكية في قصر التوليري فأحضره رولان إلى المؤتمر الوطني، وكان به دليل يؤكد بقوة تهمة الخيانة، لقد كان الصندوق يضم ٦٢٥ وثيقة سرية تفضح تعاملات الملك مع لافاييت وميرابو وتاليران، وبرنيف Barnave وعدد