للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من المهاجرين (الذين تركوا فرنسا إثر قيام الثورة) والصحفيين المحافظين. كان من الواضح أن لويس رغم تأكيده ولاءه للدستور، يتآمر للقضاء على الثورة. وأصدر المؤتمر الوطني أوامره بكشف النقاب عن ميرابو، وحطم اليعاقبة تمثالا في ناديهم كانوا قد أقاموه إحياء لذكراه، وتم القبض على بارنيف في جرينوبل Grenoble وهرب لافاييت إلى جيشه، أما تاليران فهرب كما يفعل دائماً.

وفي ٢ ديسمبر ظهر بعض الوفود من أحياء (أقسام) باريس أمام المؤتمر الوطني وطالبوا بالتعجيل بمحاكمة الملك، وسرعان ما أرسل كومون باريس توصيات شديدة للغرض نفسه، وفي ٣ ديسمبر انضم روبيسبير للمطالبين بهذا الأمر. وحمل مارا لواء المطالبة بأن يكون التصويت على المحاكمة علنا حتى يضع الجيرونديين المترددين تحت رحمة السانس كولوت (الذين لا يرتدون سراويل قصيرة) في الممرات والشوارع.

وبدأت محاكمة الملك في ١١ ديسمبر سنة ١٧٩٢ أمام أعضاء المؤتمر الوطني جميعا. على وفق ما ذكره سيباستين ميرسييه Sebastien Mercier أحد النواب في المؤتمر الوطني فإن:

"خلفية الصالة تحولت إلى مقصورات وكأنها مسرح، حيث كانت النسوة يرتدين أكثر ملابسهن أناقة ورحن يلعقن المثلجات ويأكلن البرتقال ويشربن المسكرات المعطرة والمحلاة .... ويمكن للمرء أن يرى السعاة والحجاب … يرافقون خليلة دوق أورليان"

وتم إطلاع الملك على الوثائق التي وجدت في الصندوق فأنكر توقيعه وأنكر أي علم له بالصندوق. وواجه الأسئلة بالتعلل بعدم التذكر ليعين لنفسه محامين، فعرض شريتين دى ماليشيرب Chretien de Malesherbes الذي دافع عن الفلاسفة والموسوعيين في عهد لويس الخامس - الدفاع عن الملك، فوافق لويس السادس عشر وهو حزين وقال له: "إن تضحيتك عظيمة لأنك تعرض حياتك للخطر ومع هذا فلن يمكنك إنقاذ حياتي". (وبالفعل فقد أعدم ماليشيرب بالمقصلة في أبريل سنة ١٧٩٤) وفي هذه الأثناء اقترح ممثلو القوى الأجنبية شراء بعض الأصوات لصالح الملك ووافق دانتون أن يكون وكيلا للمشترين لكن المبلغ المطلوب كان أكثر مما يريد أصحاب