أحكام في اليوم، لقد تم القبض على الأرستقراطيين الذين تيسر القبض عليهم وتم إعدام كثيرين منهم، وفي ٢٤ أكتوبر أحيل الواحد والعشرون جيرونديا الذين كانوا تحت الحراسة منذ ٢ يونيو، إلى المحاكمة، فلم تغن عنهم بلاغة فيرنيو وبيسو Vergniaud &Brissot شيئاً، وطعن واحد منهم نفسه بينما هو يغادر المحكمة فوضعت جثته بين المتهمين وحملت في عربة إلى سقالة المقصلة حيث هوى النصل المحايد (الذي لا يميز بين حي وميت) على رقبته (رقبة الجثة). إن الثورة - فيما قال فيرنيو Vergniaud " مثل ساتورن Saturn تفترس أبناءها".
لنضع في اعتبارنا هذا الحنق وذلك الرعب اللذين سببتهما هذه الأحداث والتي لا بد أنها قد تغلغت في أعماق مانون رولا Manon Roland التي تنتظر مصيرها في غرفة البواب (الكونسيرجيري) التي أصبحت هي المنطلق أو العتبة الأخيرة إلى المقصلة. وقد كانت تلاقي في سجنها بعض المتع والكياسة فقد كان أصدقاؤها يحضرون لها الكتب والزهور، فجمعت في زنزانتها مكتبة تدور في غالبها حول بلوتارخ وتاسيتوس Tacitus (الخطيب والمؤرخ الروماني)، ولأن موقفها كان أقوى فقد راحت تشغل نفسها بكتابة مذكراتها التي أطلقت عليها "دعوة لأجيال غير منحازة" كما لو أن الأجيال أيضا لا يمكن تقسيمها، وبينما كانت تكتب ذكريات شبابها في أيام السعادة tempi felici تعمق لديها الشعور بمرارة حاضرها. لقد كتبت في ٢٨ أغسطس سنة ١٧٩٣:
"أشعر أنني فقدت الرغبة في متابعة هذه المذكرات. فالبؤس الذي يعانيه وطني يعذبني، إن كآبة تتغلغل في روحي رغم إرادتي فتشل خيالي، فقد أصبحت فرنسا جلجوثا Golgotha واسعة (ساحة إعدام) .. لقد أصبحت ميدانا للإرهاب وأصبح أطفالها يبكون ويدمر