نوفمبر أتى دور أنطوان بارنيف Antoine Barnave الذي سبق له أن حاول حماية الملكة ثم أتى دور الجنرالات كوستين Custine وهوشار أو شار Houchard وبيرو Biron … الخ.
وبعد أن شكر رولان Roland أصدقاءه الذين خاطروا بحياتهم لحمايته تابع مسيرته وحيدا، وفي ١٦ نوفمبر جلس إزاء شجرة وكتب كلمة وداع:"ليس الخوف هو الذي دفعني للتراجع وإنما هي السخط والنقمة، فعندما علمت بقتل زوجتي لم أعد أرغب في البقاء أكثر من ذلك على أرض لوثتها الجرائم". ثم طعن نفسه بسيفه، أما كوندورسيه Condorcet فبعد أن كتب أنشودة الشكر أو التسبيح (دعاء ديني) ليواصل طريقه تناول السم (٢٨ مارس سنة ١٧٩٤) أما باربارو Barbaroux فأطلق النار على نفسه فلم يفلح في قتل نفسه فقامت المقصلة بما عجز عنه في ١٥ يونيو. أما بتيو Pétion وبوزو Buzot فقد جد ممثلو الحكومة في إثرهما، فانتحرا في حقل بالقرب من بوردو Bordeaux، وتم العثور على جثتيهما في ١٨ يونيو، وقد نهشتهما الذئاب فلم يبق من كل جثة إلا نصفها.
٥/ ٢ - الإرهاب في الدوائر (المحافظات)
كان هناك جيرونديون Girondins آخرون لا يزال كل واحد منهم يحمل رأسه، وحققوا في بعض المدن مثل بوردو Bordeaux وليون Lyons مكانة عالية وأصبح لهم اليد الطولي، فشعر اليعاقبة Jacobin بضرورة استئصالهم لتكون فرنسا موحده ويعقوبية وهذا يتطلب مد حركتهم إلى الدوائر (المحافظات) المكتفية ذاتيا. ولهذا الغرض وأغراض أخرى، أرسلت لجنة ا لأمن العام ممثلين مبعوثين عنها وتكاد تكون قد خولتهم بكل الصلاحيات والسلطات المطلقة المخولة إليها في كل المناطق المحددة لهم، فلهم الحق في عزل المسئولين المنتخبين وتعيين آخرين محلهم، والقبض على المشتبه فيهم، وإعداد الرجال للالتحاق بالجيش وفرض الضرائب وضبط الأسعار وتحديد مبلغ القروض المطلوبة ومصادرة المؤن والملابس وغيرهما من المواد وتشكيل لجان محلية للأمن العام أو إقرارها لتكون كوكيل للجنة الكبرى (لجنة الأمن العام المركزية في باريس) وحقق ممثلو اللجنة هؤلاء معجزة التنظيم الثوري والعسكري، في وسط شبه معاد أو لا مبال. لقد قمع هؤلاء الممثلون المعارضة بلا رحمة بل بإفراط في الحماس في