وسبير Speyer . وقد أجبروا الأسبان على التراجع عبر جبال البرانس وأعادوا الاستيلاء على طولون بمساعدة الشاب نابليون.
ومنذ ٢٦ أغسطس استولت على طولون ذلك الميناء المهم ذو الموقع الاستراتيجي على ساحل البحر المتوسط قوات متعددة إنجليزية وإسبانية ونابلي (قادمة من نابلي في إيطاليا) يحميها أسطول إنجليزي إسباني مشترك ويؤازرها المحافظون المحليون (غير المؤازرين للثورة)، وظل جيش الثوار يحاصرها ثلاثة أشهر بلا جدوى، وكان هناك رأس هو كشريط محدد للطرفين (رأس أوجوليت Cap l'Aiguillette) والكلمة في القواميس الفرنسية تعنى الرأس أو الشريط أو القنة الداخلة في البحر) يقسم الميناء ويشرف (من علٍ) على الترسانة، والقوات التي تستولي على هذا الموقع تتحكم في الميناء لكن البريطانيين كانوا قد أغلقوا الطريق إلى هذا الرأس من ناحية البر بحصن جيد التسليح ومتين جدا حتى إنهم أطلقوا عليه جبل طارق الصغير.
وكان من رأي بونابرت وكان عمره ٢٤ سنة أنه إذا أمكن إجبار الأسطول المعادي على مغادرة الميناء، فإن الحامية التي تحتل المدينة ستفقد المؤن والمدد اللذين يأتيانها من البحر، مما يجبرها على التخلي عن المدينة. ووجد نابليون - بعد عملية استطلاع تنطوي على المخاطرة والتصميم - داخل دغل موقعا يمكنه منه - بشيء من الأمن - أن يطلق مدافعه على الحصن الذي يتحصن به الأعداء، وعندما دمرت قذائف المدافع جدرانه شنت القوات الفرنسية هجوما عاصفا على الحصن، فقتلت المدافعين عنه واستولت على ما به من بنادق وحولت القوات الفرنسية المهاجمة جهودها لضرب أسطول العدو، فأمر اللورد هود Hood الحامية بمغادرة المدينة وأمر سفنه بمغادرة الميناء.
وفي ١٩ ديسمبر سنة ١٧٩٣ استرد الجيش الفرنسي مدينة طولون. وكتب أوغسطين روبيسبير المبعوث المفوض المحلي من لجنة الأمن العام إلى أخيه مادحاً جهود نابليون مبينا "الجدارة التي تفوق الحد" لقائد المدفعية الشاب. وبدأت ملحمة جديدة.
هذه الانتصارات الآنف ذكرها وانتصارات كليبر في الفندي أطلقت يد لجنة الأمن العام في التعامل مع المشاكل الداخلية. لقد كان هناك زعم بوجود "مؤامرة أجنبية" لاغتيال قادة الثورة وإن لم يوجد دليل على ذلك. وانتشر الفساد (خراب