الإلحاد .. إنني أطالب بإنهاء هذه الحفلة التنكرية ضد الدين في هذا المؤتمر الوطني".
وفي ٦ ديسمبر سنة ١٧٩٣ أعاد المؤتمر الوطني تأكيده على حرية العبادة وضمن حماية الطقوس الدينية التي يقوم عليها قسس موالون، واعترض هيبير ذاكرا أنه هو أيضا يشجب الإلحاد لكنه انضم للقوى التي تهدف إلى تقليص شعبية روبيسبير. لقد أصبح روبيسبير الآن يعتبره عدوا لدودا وراح ينتهز الفرص لتدميره.
٥/ ٤ - الثورة تأكل أبناءها The Revolution Eats Its Children
كانت قوة هيبير Hebert تعتمد على شريحة العوام من السانس - كولوت التي يمكن تنظيمها وحشدها عن طريق إدارات الأحياء في باريس وعن طريق الصحافة الراديكالية لاجتياح المؤتمر الوطني واستعادة حكم باريس على سائر الجمهورية الفرنسية أما قوة روبيسبير التي كانت تعتمد سابقا على جماهير باريس فقد أصبحت الآن تعتمد على لجنة الأمن العام التي سيطرت على المؤتمر الوطني من خلال تسهيلات كبرى في المعلومات والقرارات والإنجاز.
وفي نوفمبر سنة ١٧٩٣ كانت لجنة الأمن العام في ذروة شهرتها ومجدها، وكان هذا يعود في جانب منه إلى نجاحها في حشد الجماهير وتجنيدهم، لكن السبب الأساسي لهذه الشهرة والمجد كان يرجع على نحو خاص للانتصارات العسكرية على مختلف الجبهات، فالجنرالات الجدد - جوردان Jourdan وكلرمان Kellermann وكليبر وهوش Hoche وبيشرجو Pichergu - كانوا أبناء للثورة غير مقيدين بالنظم والتكتيكات القديمة، ولم تكن ولاءاتهم قد تناقصت بمرور الوقت، وكانوا يقودون مائة مقاتل كانوا - رغم كونهم ناقصي السلاح والتدريب - مفعمين حماسا وشجاعة فماذا يمكن أن يحدث لهم ولأسرهم إن اخترق العدو خطوط القتال الفرنسية؟ حقيقة لقد جرى صدهم عند كيزرسكوتيرن Kaiserslautern لكنهم استعادوا تقدمهم واستولوا على لاندو Landau