للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ٢٣ نوفمبر أمر الكومون بإغلاق الكنائس كلها في باريس.

ومن ناحية أخرى كان المؤتمر الوطني يرى أنه لا يجب المغالاة في تأكيد دوره في العمل ضد المسيحية. وكان أعضاء المؤتمر جميعا - تقريبا - من اللاأدريين agnostics والمؤمنين بوحدة الوجود أو من الملحدين (المقصود كما سبق القول غير المؤمنين بالثالوث والطقوس المسيحية) ومع هذا فإن كثيرين منهم تشككوا في مدى حكمة إثارة الكاثوليك المخلصين الذين كانوا يشكلون الأغلبية، وكان كثيرون منهم مستعدين لحمل السلاح ضد الثورة. وكان بعض الأعضاء مثل روبيسبير وكارنو Carnot قد شعروا أن الدين هو القوة الوحيدة التي يمكن أن تمنع تكرار حدوث التمرد الاجتماعي ضد عدم المساواة المبدأ عميق الجذور جدا في الطبيعة لدرجة يصعب معها إزالته بالتشريعات. واعتقد روبيسبير أن الكاثوليكية كانت استثمارا منظما للخرافة لكنه رفض الإلحاد باعتباره افتراضاً مغروراً وقحاً باستحالة المعرفة، وفي ٨ مايو سنة ١٧٩٣ كان قد أدان الفلاسفة باعتبارهم منافقين احتقروا العامة وراحوا يلتمسون المنح من لدن الملوك. وفي ٢١ نوفمبر قال أمام المؤتمر الوطني وكانت مهرجانات معاداة المسيحية قد بلغت ذروتها في هذا الوقت.

"كل فيلسوف وكل شخص يمكنه أن يعتقد من أفكار الإلحاد ما يحلو له. وأي شخص يرغب في أن يجعل هذا الفكر جريمة متهم، لكن الرجل العام (صاحب المسئولية) أو المشرع إذا ما تبنى هذه الأفكار الإلحادية فإنه غبي بل إن غباءه يتضاعف مائة مرة عن غيره ....

فالإلحاد أرستقراطي؛ ففكرة الموجود الأعظم (الله) الذي يرى ويعلم كل شيء والمطلع على كل ما يناقض الطهارة، ويعاقب على الجرائم الكبرى هي فكرة الشعب في الأساس (فكرة شعبية) إن هذه الفكرة هي التي تمثل شعور أوربا بل والعالم. إنها فكرة الشعب الفرنسي التي تمثل مشاعره وإحساسه. إن هذه الفكرة (وجود موجود أعظم) لا علاقة لها بالقسس ولا بالخرافة ولا بالطقوس. إنها فقط مرتبطة بقوة لا يدركها أحد (مبهمة لا يمكن سبر أغوارها) .. إنها فكرة مرهبة للآثمين وراحة واستقرار للمتمسكين بالفضيلة".

وهنا كان دانتون Danton متفقا مع روبيسبير: "إننا لا ننوي هدم صروح الخرافة لنقيم حكم