للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان روبيسبير لفترة يعارض فكرة "اختصار" حياة دانتون، لكنه شارك أعضاء اللجنة الآخرين الاعتقاد بأنه - أي دانتون - سمح لجزء من أموال الدولة بالتسرب بين أصابعه، لكنه أدى خدمات للثورة، وكان روبيسبير يخشى أن يؤدي الحكم بالإعدام على واحد من أكبر زعماء الثورة إلى عصيان مسلح في أحياء باريس وفي الحرس الوطني.

وخلال فترة تردد وربيسبير هذه كان دانتون يزوره لمرتين أو ثلاثة لا ليدافع عن ذمته المالية فحسب، وإنما ليحول هذا الوطني العنيد (روبيسبير) إلى سياسة السلام وإنهاء حكم الإرهاب، لكن روبيسبير ظل غير مقتنع بذلك بل وزادت شراسته، فساعد سان - جوست (الذي كان دانتون كثيرا ما يسخر منه) في إعداد التهمة ضد منافسه الكبير (دانتون). وفي ٣٠ مارس جمع لجنة الأمن العام ولجنة الضمان العام لاتخاذ قرار مشترك (واحد) ليضمن إصدار المحكمة الثورية حكما بالإعدام على دانتون وديمولان واثني عشر شخصا أدينوا مؤخراً بالاختلاس. ونقل واحد من أصدقاء هذا الجبار (التيتان Titan) الأخبار إليه وحثه على مغادرة باريس والاختباء في إحدى المحافظات، لكن "الجبار" (المقصود دانتون) رفض العرض. وفي صباح اليوم التالي قبض عليه البوليس الذي قبض أيضا على ديمولان Desmoulins الذي يعيش في طابق فوق الطابق الذي يسكن فيه دانتون في البناية نفسها.

وسجن دانتون ومن معه في الكونسير جيري Conciergerie (غرفة البواب في قصر التوليري) فأبدى ملاحظة: "ذات يوم مثل يومنا هذا نظمتُ المحكمة الثورية .... إنني أسأل الله والبشرية أن يسامحاني على هذا … في الثورات يظل قابضا على السلطة من هو أكثر نذالة ".

وفي أول أبريل اقترح لويس ليجندر Louis Legendre على النواب أن يسمح لدانتون بالدفاع عن نفسه أمام المؤتمر الوطني فقد أرسل يطلب ذلك من سجنه وأنه - لويس ليجندر الذي كان معيناً حديثا مبعوثاً مفوّضاً للجنة الأمن العام - قد وافق، لكن روبيسبير أوقفه عن مواصلة حديثه بحملقة مشئومة منذرة بسوء وصاح قائلا: "دانتون غير مميز … سوف نرى هذا اليوم ما إذا كان المؤتمر الوطني قادراً على تدمير وثن (إله زائف) … " عندئذ قرأ سان - جوست قائمة الاتهامات التي كان قد أعدها سلفا فأمر النواب - وكان