للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جعلت العوام من السانس كولوت يتشككون في قادتهم الجدد، وقبل أن يستطيع هؤلاء المتهمون إثارة الناس، جرى اتهامهم واقتيادهم بسرعة إلى المقصلة (في ٢٤ مارس)، وانهار هيبير وبكى، أما كلوت، فبقى باردا هادئا - بطريقة تيوتونية منتظرا دوره ليموت، وخاطب الجماهير قائلا: "يا أصدقائي لا تخلطوا بيني وبين هؤلاء الأنذال".

ولا بد أن دانتون قد تحقق أنه كان قد استخدم كأداة ضد هيبير وأنه أصبح الآن قليل القيمة بالنسبة للجنة (لجنة الأمن العام)، ومع هذا فقد استمر في محاولاته في تحويل اتجاه اللجنة إلى الرحمة والسلام. وهي سياسة تتطلب من الأعضاء نبذ الإرهاب الذي حافظوا من خلاله على مقاعدهم، ونبذ الحرب التي بررت دكتاتوريتهم.

وحث دانتون على إنهاء عمليات القتل فقال: "دعونا نترك شيئا لذبح الآراء (بدلا من البشر) " وظل يخطط لمشروعات تعليمية وإصلاحات قضائية. وظل جريئاً متحديا إذ قال له أحدهم إن روبيسبير يخطط للقبض عليه، فأجابه: "إذا ظننت أن مجرد فكرة كهذه في رأسه فسأجعل قلبه يذوب حسرات" فحكم الإرهاب قد حول فرنسا في غالبها إلى دولة من دول الطبيعة (State Nature) فغدا معظم الناس يشعرون أنه يجب عليهم أن: "يأكلوا قبل أن يؤكلوا".

وحثه أصدقاؤه أن يأخذ المبادرة ويهاجم لجنة الأمن العام أمام المؤتمر الوطني، لكنه كان مرهقا جدا معتل الإرادة فلم يشأ أن يعقب اجتماعاته التاريخية بحماقة. لقد استنفدت مقاومة أمواج الثورة طوال أربع سنوات طاقته وقد ترك الآن الأمواج التحتية (غير الظاهرة) تحمله بعيدا دون مقاومة. لقد قال: "لأن تقطع المقصلة رقبتي أفضل عندي من أن أقطع رقاب الآخرين" (لم يكن أمره كذلك دائما) "بالإضافة إلى أنني سئمت البشر".

وكان من الواضح أن بيلو - فارين - Billaud Varenne هو الذي أخذ المبادرة بالتوصية بالقضاء على حياة دانتون، واتفق معه كثيرون من أعضاء لجنة الأمن العام لأن معنى السماح باستمرار سياسة المتسامحين Indulgents هو تسليم الثورة لأعدائها في الداخل والخارج.