روبيسبير من المنصة صائحا، لكن جرس ثريو بعثر معظم كلمات روبيسبير، واعتلى أحدهم موجة الفتنة وقال: "لآخر مرة يا زعيم الحشاشين Assassins سيكون كلامي بالإذن منك" وارتفعت أصوات أعضاء المجلس الوطني معبرة عن عدم رضائها عن هذه الطريقة في الخطاب، ونطق أحد الأعضاء بكلمات كأنها قدر نزل: "إنني أطالب بالقبض على روبيسبير" فقام أوغسطين روبيسبير يتحدث كرجل روماني: "إذا كان أخي مذنبا فإنني مذنب معه، إنني أشترك معه في فضائله، فليكن اسمي مدرجا في قراركم بالقبض عليه" وطلب ليباس Lebas الطلب نفسه، وبالفعل فقد ناله. وجرى التصويت على القرار فقبض البوليس على الروبيسبيرين (روبيسبير وأخيه) وسان - جوست، وليباس Lebas وكوثون Couthon وأسرع بهم إلى سجن لكسمبرج.
وأمر محافظ باريس (رئيس بلديتها) فلوريو - ليكو Fleuriot Lescot بنقل السجناء إلى دار البلدية فتلقاهم كضيوف مكرمين وبسط عليهم حمايته، وأمر رؤوس الكومون (أولو الأمر فيه) هانريو Hanriot رئيس الحرس الوطني في العاصمة - أن يأخذ جنودا وأسلحة من التوليري Tuileries وأن يحاصر أعضاء المؤتمر الوطني حتى يسحبوا قرارهم بالقبض على روبيسبير والآخرين الذين قبض عليهم معه لكن هانريو كان ثملا لإفراطه في الشراب فلم ينفذ هذه المهمة.
وعين نواب المؤتمر الوطني بول بارا Paul Barras ليكون على رأس قوة من قوات الدرك (الجندرمة gendarmes) والتوجه إلى دار البلدية ليعيد القبض على السجناء، ودعا رئيس المجلس البلدي هانريو مرة ثانية فوجده قد جمع بشكل ارتجالي مجموعة من عوام السانس كولوت، بدلا من رجال الحرس الوطني (الأهلي) الذين لم يستطع جمعهم، وكان أفراد الطبقة الدنيا قد أصبحوا الآن لا يحبون كثيرا الرجل (روبيسبير) الذي خفض أجورهم وقتل هيبير وشومت ودانتون وديمولان، وثمة سبب آخر وهو أن الأمطار كانت قد بدأت تسقط فانصرفوا إلى منازلهم وأعمالهم، واستطاع بارا - وجنود الدرك الذين معه - أن يحاصر دار البلدية بسهولة.