يؤمنون بالاقتصاد الحر والمنافسة وحرية التجارة، فأصبح العمال الآن أحرارا في البحث عن الأجور العليا، وأصبح الفلاحون والتجار أحرارا في التصرف على وفق الحركة التجارية.
وارتفعت الأسعار على الجانبين (أسعار البضائع وأسعار العمالة) وأصدرت ا لحكومة أسينات جديدة كعملة ورقية لكن قيمتها تدنت أكثر من ذي قبل: فبشل bushel الدقيق الذي كان يكلف أهل باريس أسينين اثنين في سنة ١٧٩٠ أصبح يكلفهم ٢٢٥ أسيناً في سنة ١٧٩٥ وارتفع سعر الحذاء من خمسة أسينات إلى مائتين، وارتفع سعر الاثنتي عشرة بيضة من ٦٧ إلى ٢،٥٠٠.
وفي أول أبريل سنة ١٧٩٥ انفجرت في أحياء مختلفة في باريس مرة أخرى اضطرابات بسبب أسعار الخبز واقتحمت جماهير غير مسلحة مقر المؤتمر الوطني مطالبة بالغذاء وإنهاء اضطهاد الراديكاليين، وقد أيدهم عدد من الأعضاء ممن أصبحوا الآن ضمن الجبليين ووعد المؤتمر الوطني بإيجاد حل عاجل لكنه في الوقت نفسه دعا الحرس الوطني لتفريق المشاغبين. وفي تلك الليلة أصدر المؤتمر الوطني قرارا بترحيل (نفي) الزعماء الراديكاليين بيلو فارين Billaud-Varenne . وكولو دربوا وبارير Barere وفادييه Vadier إلى غيانا Guiana، وتملص بارير وفادييه من القبض أما كولو وبيلو Billaud فقد نفيا إلى مستعمرة أمريكا الجنوبية حيث الحياة القاسية، وهناك مرض هذان المعاديان للإكليروس فاعتنت الراهبات بهما ومرضنهما. واستسلم كولو للموت أما بيلو Billaud فعاش وتزوج من جارية مخلطة وأصبح فلاحا قانعا، ومات في هيتي Haiti في سنة ١٨١٩.
وأصبحت المعارضة العامة شرسة فقد ظهر بلاكار Placards داعيا للعصيان المسلح، وفي ٢٠ مايو غزا حشد من النساء والرجال المسلحين المؤتمر الوطني مطالبين بالخبز ومطالبين بإطلاق سراح الراديكاليين المقبوض عليهم وبحل abdication الحكومة، وقتل أحد النواب بطلقة مسدس ورفع قاتلوه رأسه اليابس (إشارة لعناده) على رمح أمام رئيس المؤتمر بوينسي