للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"منصة (أو منبر) الشعب Tribune du peuple ".

" لا بد أن يكون ما يملكه الفرد متناسبا مع دوره في [إنتاج] سلع المجتمع، وأي ممتلكات تزيد عن هذا الدور، تم تحصيلها بالسرقة والاغتصاب، فمن العدالة إذن سلبهم هذه الممتلكات (أو الثروات). والشخص الذي يبرهن أنه يستطيع بقوته (بطاقته) الشخصية أن يكسب أو يعمل ما يكسبه أو يعمله أربعة أشخاص إنما هو برغم ذلك يتآمر على المجتمع لأنه يدمر مبدأ المساواة الغالي .... لا بد للتمرد الاجتماعي المسلح أن يستمر حتى يزيح أي شخص لديه أمل أن يكون أغنى من الآخرين أو أقوى منهم أو أكثر تميزا منهم بحكم تنوره ومواهبه. إن الخلاف والتنافر أفضل من الوئام البشع الذي يموت المرء في ظلاله جوعا. دعونا نعود إلى الفوضى والاضطراب، ومن خلاله دعوا خلقاً جديدا يظهر للوجود ".

وأخبر أحد العملاء المحرضين حكومة الإدارة أن أعدادا متزايدة من أهل باريس يقرءون ملصقات بابيف وصحفه وأنه يجري الإعداد لثورة مسلحة في ١١ مايو ١٧٩٦ وفي ١٠ مايو صدر أمر بالقبض على بابيف والزمرة ذات الموقع القيادي المرتبطة به: فيليبو بوناروتي Filippo Buonarrotti وأ. دارثي A. Darthe وم. ج. فادييه M. G. Vadier وج.- ب. درو J.- B. Drouet . وتمت محاكمتهم في فيندوم Vendome في ٢٧ مايو سنة ١٧٩٧ بعد سجن دام عاما فشلت فيه مساعي إطلاق سراحهم. وصدر الحكم بسجن بوناروتي وهرب درو Drouet أما بابيف ودارثى فحكم عليهما بالإعدام فحاولا الانتحار لكن الجلادين أسرعوا بهما إلى المقصلة قبل أن تفيض روحاهما. وبطبيعة الحال كانت خطتهما غير عملية تبسط طبيعة الإنسان تبسيطا شديدا لدرجة أنه حتى برولتياريا باريس لم يأخذوا أفكاره على محمل الجد، بالإضافة إلى أن فرنسا بأغنيائها وفقرائها وجدوا في سنة ١٧٩٧ بطلاً جديدا. إنه أكثر الحالمين سحرا وأكثر المنفذين مدعاة للإبهار في التاريخ السياسي للبشرية.