للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيها ليتيزيا رامولينو بونابرت Letizia Ramolino Buonaparte (أم نابليون) تحمل بونابرت، كانت تتبع زوجها من معسكر إلى معسكر مع باولي، وعاشت في خيام أو أكواخ في الجبال وتنفست هواء المعركة. ويبدو أن طفلها (نابليون) يتذكر كل ذلك ويسري فيه مسرى الدم فلم يكن لديه بعد ذلك مقدار من السعادة كتلك التي يحس بها وهو يخوض غمار الحروب. لقد ظل إلى النهاية كورسيكا Corsica . وفي كل شيء كان إيطاليا فيما عدا الفترة الزمنية والتعليم -، إيطالياً سلَّمه عصر النهضة لكورسيكا، فعندما استولى على إيطاليا وضمها لفرنسا استقبله الفرنسيون بترحيب باعتباره إيطاليا غزا فرنسا.

وكان أبوه كارلو بونابرت Carlo Buonaparte يمكنه أن يرجع سلالة نسبه إلى أفراد كان لهم وجود في التاريخ الإيطالي: من سلالة نشيطة كانت تعيش في غالبها في تسكانيا Tuscany ثم انتقلت إلى جنوى Genoa ثم هاجرت في القرن السادس عشر إلى كورسيكا، واحتفظت الأسرة بسلالة نسب نبيلة اعترفت بها الحكومة الفرنسية، وعلى أية حال، فعندما أصبحت النبالة في عهد الثورة الفرنسية تمثل خطوة نحو المقصلة طرح نابليون ذكر هذا النسب (غير وضع النرد). وكان كارلو (والد نابليون) ذا موهبة في القدرة على التكيف، فقد حارب في جانب باولي من أجل تحرير كورسيكا فلما فشلت المحاولة سالم الفرنسيين وعمل في الإدارة الفرنسية الكورسيكية وأمن دخول اثنين من أبنائه في الأكاديميات الفرنسية وكان من بين النواب الذين أرسلهم نواب كورسيكا إلى مجلس طبقات الأمة (الذي دعا إليه الملك لويس السادس عشر) "وقد أخذ نابليون عن أبيه عينيه الرماديتين وربما أخذ عنه أيضا سرطان المعدة المميت".

وقد أخذ عن أمه ما هو أكثر: "إنني مدين بنجاحاتي وبكل عمل طيب قمت به لأمي ومبادئها الممتازة. إنني لا أتردد في التأكيد على أن مستقبل الطفل يعتمد على أمه".

وقد كان نابليون يشبه أمه في طاقتها ونشاطها وشجاعتها وثباتها الشديد (المجنون) وحتى في إخلاصها لآل بونابرت كثيري الذرية. ولدت أم نابليون ليتيزيا رامولينو سنة ١٧٥٠ وتزوجت وهي في الرابعة عشرة من عمرها وأصبحت أرملة وهي في الخامسة والثلاثين وأنجبت ثلاثة عشر مولودا في الفترة من ١٧٦٤ إلى ١٧٨٤ وشهدت موت خمسة