من أولادها وهم في سن الطفولة ورفعت الباقين بعزم صارم وسعدت بنجاحهم وعانت بسقوطهم.
وكان نابليون هو ابنها الرابع، والثاني بالنسبة لمن بقوا على قيد الحياة من أبنائها. أما الابن الأكبر فهو جوزيف بونابرت (١٧٦٨ - ١٨٤٤) فكان لطيف المعشر مغرقا في الشهوات (إبيقوريا epicurean) ونصب ملكا على نابلي ثم على إسبانيا، وكان يأمل أن يكون هو الإمبراطور الثاني لفرنسا، وبعد نابليون في ترتيب أفراد أسرته يأتي لوسيا Lucien (١٧٧٥ - ١٨٤٠) الذي ساعده في القبض على زمام الحكومة الفرنسية في سنة ١٧٩٩، وأصبح عدوه اللدود، لكنه وقف بجانبه في المائة يوم المتسمة بالعبث البطولي، ثم تأتي ماريا أنا إليزا التي أصبحت دوقة لتسكانيا وكانت معتزة بنفسها ومقتدرة وعارضت أخاها في سنة ١٨١٣ وسبقته إلى الموت، ثم يأتي من أفراد أسرته لويس (١٧٧٨ - ١٨٤٦) الذي تزوج الرقيقة هورتنس دى بوهارنيه Hortense de Beauharnais فقد أصبح ملكا على هولندا وقد أنجب نابليون الثالث.
وأخته الأخرى هي بولين Pauline (١٧٨٠ - ١٨٢٥) الجميلة الخليعة التي تزوجت الأمير كاميلو بورجيز Camillo Borghese وقد حكي نابليون قائلا: "إنني وبولين كنا الأثيرين عند أمي هي لأنها كانت ألطف أخواتي وأظرفهن، وأنا لأن إحساسها الفطري جعلها تعتقد أنني سأكون مؤسس عظمة الأسرة ". أما أخته ماريا كارولينا (١٧٨٢ - ١٨٣٩) فتزوجت، جوشيم مورا Joachim Murat وأصبحت أميرة نابلي، وأخيرا Jerome (١٧٨٤ - ١٨٦٠) الذي أسس الأسرة البونابارتية في بلتيمور Baltimore وأصبح ملكا لوستفاليا Westphalia .
وفي سنة ١٧٧٩ حصل كارلو (والد نابليون) من الحكومة الفرنسية على امتياز إرسال ابنه نابليون إلى الأكاديمية (المدرسة) العسكرية في برين Brienne التي تبعد نحو تسعين ميلا جنوب شرق باريس. وكان هذا حدثا أساسيا في حياة الفتى، لأنه ربط مصيره بالمجال العسكري، كما جعله حتى نهاية حياته تقريبا يفكر في الحياة والقضاء والقدر بمفاهيم الحرب ومصطلحاتها. لقد أصبحت برين بالنسبة لابن العاشرة محنة أثرت في تكوينه فقد