الثورة مع اتخاذه الحذر والاحتياط بشكل متزايد، وأصبح الآن ضابطا في جيشها. وفي ديسمبر سنة ١٧٩٣ كما ذكرنا في مناسبة سابقة وجد نفسه في عملية الاستيلاء على طولون ونتيجة التوصيات التي أرسلت إلى روبيسبير بشأنه تم تعيينه عميدا (بريجاديير جنرال brigadier general) وهو في الرابعة والعشرين من عمره.
لكن هذا أدى إلى القبض عليه بعد سقوط روبيسبير، فسجن في أنتيب Antibes ووضع اسمه في قائمة المحالين للمحاكمة وكان من الممكن أن يعدم إلا أنه تم إطلاق سراحه بعد أسبوعين، وأعيد لخدمة في مواقع غير فعالة براتب مخفض. وفي ربيع سنة ١٧٩٥ (كما أخبرنا) كان يتجول على طول نهر السين تراوده فكرة الانتحار عندما التقى به صديق وجعل الحياة تسري في عروقه إذ منحه ثلاثين ألف فرنك وأعاد نابليون المبلغ في وقت لاحق مضاعفا. وفي شهر يونيو وصفه بويسي دنجلا Boissy d'Anglas بأنه: "إيطالي صغير شاحب ونحيل وسقيم لكن وجهات نظره جريئة بشكل لا نظير له". وقد فكر في وقت من الأوقات في الذهاب إلى تركيا لإعادة تنظيم جيش السلطان (العثماني) وليخلص لنفسه بمملكة شرقية على نحو ما. وعندما كان في حالة مزاجية أكثر انتحاء نحو ما هو عملي قدم لوزارة الحرب خطة معركة لطرد النمساويين من إيطاليا.
وفي واحدة من نزوات التاريخ حيث تفتح الأبواب التي لا مناص من فتحها تم تعيين بارا لتنظيم الدفاع عن المؤتمر الوطني عندما حاصره الملكيون وغيرهم في ٥ أكتوبر سنة ١٧٩٥، فقرر بارا أن طلقات المدافع قد تحقق الغرض لكن لم تكن هذه المدافع تحت يده، وكان قد تذكر ما فعله نابليون في طولون فأرسل إليه وأوكل له مهمة تدبير المدافع وإطلاقها، فأدى المهمة وأصبح نابليون فجأة مشهوراً وسيء السمعة. وعندما احتاجت وزارة الحرب قائدا جسورا مجربا لقيادة الجيش الفرنسي المتوجه إلى إيطاليا زكى كارنو Carnot (أو بارا Barras) تعيين بونابرت (٢ مارس ١٨٩٦) وبعد ذلك بسبعة أيام تزوج الجنرال السعيد من جوزيفين التي كانت لا تزال جميلة.