واللباس وكوخ وزوجة. دعه يعمل ويأكل وينجب وينام وسيكون أسعد من أمير. فحياة أهل إسبرطة وفلسفتهم هما الفضليان" و"الفضيلة شجاعة وقوة … والطاقة حياة الروح … والرجل القوي صالح والرجل الضعيف هو وحده السيئ".
هنا كان الشاب نابليون صدى لبترا سيماكوس Thrasymachus ومقدمة لنيتشه الذي رد المديح بأن جعل نابليون بطلا للإرادة والقوة. ومن بين آرائه التي ساق لها الأدلة إدانته للملكية والامتيازات الطبقية وتفاهة الإكليروس. وقد رفضت أكاديمية ليون مقالة نابليون تلك باعتبارها فجة.
وفي سبتمبر سنة ١٧٩١ زار نابليون مرة أخرى بلده الأصلي [كورسيكا] وابتهج بقرار الجمعية التأسيسية الفرنسية بجعل كورسيكا دائرة (محافظة) تابعة لفرنسا، وحدث شعبها عن مزايا المواطنة الفرنسية كلها. لقد سحب رغبته في الانتقام من الأمة التي جعلته فرنسيا رغم أنفه ذلك أنه شعر أن الثورة كانت تخلق وطنا فرنسيا جديدا ألمعيا، وفي حوار متخيل بعنوان (Le Souper de Beaucaire) نشره على نفقته الخاصة في خريف سنة ١٧٩٣ دافع عن الثورة باعتبارها: "نضالاً حتى الموت بين الوطنيين والحكام المستبدين في أوربا".
وحث المعارضين كلهم لينضموا للنضال من أجل حقوق الإنسان وعلى أية حال فقد شعر بطله القديم باولي أن انضمام كورسيكا للأمة الفرنسية لن يكون مقبولا منه إلا إذا خولته الثورة سيادة كاملة على الجزيرة، وتقديم دعم مالي له وإلا تم طرد القوات الفرنسية من كورسيكا وكان من رأي نابليون أن هذا اقتراح متطرف واختلف مع مثله الأعلى السابق (باولي Paoli) وعارض طلباته في انتخابات المجلس البلدي في أجاكسيو Ajaccio في أول ابريل سنة ١٧٩٢، وفاز باولي وعاد نابليون إلى فرنسا.
وشاهد في باريس في ٢٠ يونيو اجتياح الجماهير لقصر التوليري Tuileries وعجب لأن الملك لم يفرق هؤلاء "الوحوش cannibals" بوابل من طلقات حرسه السويسري. وفي ١٠ أغسطس رأى العوام (السانس كولوت sansculottes) والاتحاديين يسوقون الأسرة الملكية من القصر، فوصف المتجمهرين بأنهم:"حثالة" .. إنهم لا ينتمون للطبقة العاملة أبدا". واستمر في دعم