للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البسيطة منفردا يتساءل بمنطق صرف لم ينبغي أن تستمر حياته؟ "أليس من المحتم أن أموت في وقت ما؟، فربما كان من الأفضل أن أقتل نفسي".

لكنه لم يكن يستطيع أن يفكر في طريقة يتم فيها ذلك بسرور لقد وجد لنفسه وقتا متاحاً في ساعات الفراغ ليوسع مجال تعليمه الذاتي بدراسة الأدب والتاريخ، وقد ظنته مدام دى ريموزا de Remusat آخر وصيفة لجوزيفين Josephine أنه: "جاهل لا يقرأ إلا قليلا، ومتسرع". والحقيقة أننا وجدنا أنه حتى في فالنس وأوكسون Valence & Auxonne كان يقرأ الأعمال الدرامية التي ألفها كورنيل Corneille وموليير Moliere وراسين Racine وفولتير Voltaire، وكان يتلو من الذاكرة فقرات مما قرأ.

وأعاد قراءة ترجمة أميوت Amyot لبلوتارخ ودرس كتاب "الأمير Prince" لمكيافيللي، و"روح القوانين Esprit des lois" لمونتسكيو وكتاب رينال Raynal وعنوانه: " Histoire Philosophique des deux Indes" وكتاب ماريني Marigny عن تاريخ العرب " Histoire des arabes" وكتاب هوسي Houssaye عن تاريخ حكومة البندقية " Histoire du gouvernement de venise" وكتاب بارو Barrow الموسوم باسم: " Histoire d'Angleterre" وغيرها كثير.

وكان يكتب مذكرات أو تعليقات في أثناء القراءة ويقوم بتلخيص الكتب المهمة ولا زالت توجد ٨٦٣ صفحة من مذكراته وتعليقاته هذه منذ أيام شبابه. وكانت شخصيته متأثرة بالنهضة الإيطالية كما كانت عقليته متأثرة بالتنوير الفرنسي. ولكن شعاعا من الرومانسية تغلغل فيه استجابة لنثر روسو العاطفي والقصائد المنسوبة إلى "أوسيان Ossian" التي كان يستطيبها: "للسبب نفسه الذي جعلني ابتهج لتلاطم الموج وهفهفة الريح".

وعندما قامت الثورة الفرنسية رحب بها وقضى إجازة أخرى في سنة ١٧٩٠ يعمل بتواؤم كامل مع حكم الثورة. وفي سنة ١٧٩١ قدم نابليون لأكاديمية ليون مقالاً دخل بها مسابقة لنيل جائزة قدمها رانيال حول "ما هي الفضائل أو المشاعر التي يجب أن يتحلى بها الشخص ليحقق مزيداً من السعادة؟ " وربما كان مقال نابليون بهذا الشأن متأثرا بما كتبه روسو "هلويز الجديدة Julie، ou La Nouvelle Heloise" . يقول نابليون إجابة عن هذا السؤال:

"علّمهم أن أفضل حياة هي أبسطها. ليفلح الآباء والأبناء التربة وينعموا بثمارها بعيدا عن ضوضاء المدينة وفسادها. فكل ما يحتاجه الإنسان ليكون سعيدا هو الطعام