لإيطاليا ومصر، لكن نقطة قوته (مجال تميزه) كانت تبدو واضحة في هجماته الجانبية (هجماته على جناحي الجيش المعادي).
وبعد أن قضى خمس سنوات في برين وقد أصبحت سنه الآن خمس عشرة سنة، أصبح من بين الطلبة الذين تم اختيارهم من اثنتي عشرة مدرسة عسكرية في فرنسا ليحضروا برامج دراسية متقدمة في مدرسة باريس العسكرية (إيكول ميليتير Ecole Militaire) . وفي أكتوبر سنة ١٧٨٥ تم تعيينه قائم مقاماً ثانياً (ليفيتنانت ثانى Second Lieutenant) للمدفعية في فوج لافير La Fere Regiment المتمركز في فالنس Valence على الرون Rhone . وكان إجمالي راتبه هناك ١،١٢٠ جنيه في السنة.
ومن هذا المبلغ كان فيما يظهر يرسل جانبا لمساعدة أمه في تربية أخيه الأصغر، ولأن أباه قد مات في فبراير ولم يكن جوزيف (الابن الأكبر) يملك بعد موارد للمعيشة فقد أصبح نابليون هو رأس الأسرة الفعال. وفي أثناء إجازاته كان يقوم بعدة زيارات إلى كورسيكا وحيدا حتى يشم ترابها " .. حبا في جروفها وجبالها العاليات ووديانها العميقة" وذلك على حد تعبيره.
وفي فالنس وكذلك في أوكسن Auxonne سنة (١٧٨٨) كسب احترام زملائه الضباط بتقدمه السريع في الفنون العسكرية وبسرعة استيعابه وما لديه من خصوبة فكرية تتمثل في اقتراحاته العملية واستعداده للمشاركة في الأعمال التي تتطلب جهدا بدنياً للتحكم في المدافع. وقد درس بعناية كتابا في التكتيك الحربي هو Essai de tactique generale (١٧٧٢) بالإضافة إلى كتابات عسكرية أخرى ألفها جاك أنطوان هيبوليت دى جوبير Jacques Antoine Hippolyte de Guibert الرجل الذي أهملته عشيقته جولي دى ليسبيناس ولم يعد نابليون منبوذاً الآن فقد كون صداقات وارتاد المسارح وسمع الكونشرتات وتلقى دروساً في الرقص واكتشف مباهج النساء.
وفي إجازة له قضاها في باريس (٢٢ يناير سنة ١٧٨٧) راح يحدث نفسه مجهدا عن مغامرة جنسية مع إحدى البغايا. لقد أكد لنا ذلك قائلا:"هذه الليلة باشرت امرأة للمرة الأولى في حياتي" ومع ذلك ظل بعض الاكتئاب يراوده، فكان أحيانا عندما يكون في غرفته