وفي هذه الأثناء قاد نابليون رجاله ليخوض بهم اثنتي عشرة معركة للفوز بدرة لمبارديا مدينة ميلان الغنية المتحضرة. وعند لودي Lodi على الشاطئ الغربي للأدا Adda لحقت قواته الرئيسية بالقوة الرئيسية في الجيش النمساوي بقيادة بوليو Beaulieu ، فتراجع بوليو وعبر النهر فوق جسر خشبي طوله ٠٠٢ متر تم نصب مدافعه في مواقع تسمح له بمنع الفرنسيين من القيام بعبور مماثل، فأمر نابليون فرسانه بالاتجاه شمالا حتى يجدوا مخاضة يعبرون المجرى منها، ومن ثم يتجهون جنوبا لمهاجمة مؤخرة الجيش النمساوي. واحتفظ نابليون بمشاته خلف أسوار المدينة ومنازلها، وشارك بفعالية في توجيه نيران مدافعه إلى المدافع النمساوية التي تحمي الجسر. وعندما وصل فرسانه فجأة إلى الشاطئ الشرقي للنهر وهاجموا القوات النمساوية، أمر نابليون الرماة (رماة القنابل اليدوية) أن يشقوا الطريق عبر الجسر فحاولوا لكن المدافع النمساوية أوقفت تقدمهم، فاندفع نابليون متقدما وانضم إلى كل من لان Lannes وبيرثييه Berthier في قيادة المجموعة فهزم النمساويون وأسر منهم ألفان، فانسحب بوليو Beaulieu إلى مانتوا Mantua واستراح الجيش الفرنسي مدة يوم ثم دخل ميلان وبسبب هذه الواقعة وهي اندفاع القوات الفرنسية بقيادة بونابرت بشكل انتحاري وبروح عالية في الوقت نفسه معرضا نفسه لنيران العدو أطلق عليه تدليل محبب وهو "العريف الصغير Le petit Caporal ".
وبعد هذا الانتصار بفترة وجيزة تلقى نابليون من حكومة الإدارة اقتراحاً مهينا له حتى إنه نص في رده لهم عن تخليه عن مهامه مضحيا بما وصل إليه من مجد. فهؤلاء الرجال الخمسة (حكومة الإدارة) الذين كانوا ينعمون بالمهرجانات الاحتفالية عندما تصل أخبار انتصارات نابليون إلى باريس، أخبروه (٧ مايو) بضرورة أن ينقسم جيشه الآن إلى قسمين؛ قسم يقوده الجنرال فرانسوا إيتين كيلرمان Franscois- Etienne Kellermann (ابن محقق نصر فالمي Valmy) ليعهد إليه حماية الفرنسيين في شمال إيطاليا من هجمات النمساويين، وقسم بقيادة بونابرت ليتجه به جنوبا ليضم الولايات الباباوية Papal States ومملكة نابلي إلى الحكم الفرنسي. ولم ير نابليون في هذا الاقتراح حيفا أو ظلما لشخصه فحسب وإنما رأى فيه خطأ إستراتيجيا أساسيا، فالهجوم على الباباوية Papacy لن يثير فحسب كاثوليك