ووسط هذا الهياج العظيم كله بسبب طول المسيرة، والمعارك ورغم انشغاله بالأمور الدبلوماسية، فقد كان نابليون في كل ساعة تقريبا يفكر في الزوجة التي كان قد تركها بسرعة بعد ليلة العرس. والآن وقد أصبح يمكنها أن تمر بأمان في السيفن Cevennes فقد أرسل لها خطاباً في ١٧ أبريل يتوسل إليها فيه أن تحضر إليه. وكتب لها في خطاب آخر في ٢٤ أبريل سنة ١٧٩٦ قائلاً:
"تعالي بسرعة. إنني أحذرك فإن زاد تأخرك، فستجدينني مريضا. فهذه المتاعب التي أواجهها الآن، أيضاف إليها غيابك عني؟! لا أطيق هذا … فليكن لك جناحان، ولتطيري إليّ .. قبلة مني على قلبك .. وقبلة أخرى تحت قلبك بقليل .. وقبلة ثالثة تحت القبلة السابقة … وأخرى تحت … تحت .... أبعد تحت؟! ".
أكانت جوزيفين مخلصة؟ أكان يمكنها، وهي التي تعودت على المسرات أن تكتفي طوال عدة شهور برسائل التملق التي كان يرسلها إليها؟ وفي الشهر نفسه الآنف ذكره (أبريل) وجد ضابط وسيم في الرابعة والعشرين من عمره هو هيبوليت تشارل Hippolyte Charle طريقه إليها. وفي شهر مايو دعت تاليران Tallyerand للقائه.
"ستكونين عاصفةً معه، فمدام ريكامييه Récamier ومدام تاييه Tallien ومدام هاميلا Hamelin كلهن يتقن إليه أو بتعبير آخر فقدن اتزانهن من أجله".
وشغفت به جوزيفين حبا، حتى إنه عندما أتى مورا قادما من طرف نابليون محملاً بالأموال ومعه تعليمات لها بأن تلحق به في إيطاليا، فإنها تلكأت مُتعلِّلة بالمرض وقالت لمورا أن يبلغ نابليون (رئيسه) أنه قد ظهرت عليها دلائل الحمل. وكتب لها نابليون في ١٣ مايو:
"أحقا ما قاله مورا Murat من أنك حامل! … إن مورا يقول إنك متوعكة وهذا ما جعله يعتقد أنه ليس من التدبير السليم أن تتحملي مشاق هذه الرحلة الطويلة. وعلى هذا فإن عليّ أن أظل فترة أطول دون أن أسعد بضمك بين ذراعي! أمن الممكن أن أحرم من رؤية بطنك وقد ارتفع قليلا من جراء الحمل؟ "
لكن فرحته لم تدم فلم تكن جوزيفين أبداً لتلد له طفلا.