للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سيكون مدينا برخائه لكم ....

لكن أيها الجنود، إن كل ما فعلتموه لا يساوى شيئا إذا قيس بما ستعملونه. لا تورين Turin ولا ميلان Milan صارت لكم … أثمة واحد فيكم تنقصه الشجاعة؟ أهناك من سيفضل العودة عبر قمم جبال أبنين والألب ليتحمل بصبر نذالة جندي حقير؟ لا ليس من شخص كهذا بين فاتحي مونتنوت وفاتحي ديجو Dego، وفاتحي موندوفي Mondovi . فكلكم تحترقون لزيادة عظمة الشعب الفرنسي ....

أيها الأصدقاء إنني أعدكم بهذا الفتح شريطة أن تقسموا (وتنفذوا ما أقسمتم عليه) أن تحترموا الشعوب التي تحررونها، وأن تكفوا عن السلب الذي يقترفه بعض الأوغاد بتحريض من أعدائنا. وإذا لم تكفوا عن هذا السلب فما أنتم محررون للشعوب بل أنتم إذن جلادوها لو استمر النهب لضاعت ثمار انتصاراتكم وشجاعتكم ونجاحاتكم ودم إخوانكم الذين ماتوا في المعركة، بل وضاع أيضا شرفكم وعظمتكم. ذلك أنه بالنسبة لي وللجنرالات الذين حازوا ثقتكم لا بد أن نستحي من قيادة جيش بلا نظام وضوابط .... إن أي شخص سيقوم بعملية نهب أو سلب سيتم إعدامه رمياً بالرصاص بلا رحمة.

أيها الشعب الإيطالي إن الجيش الفرنسي أتى ليحطم أغلالكم، فالشعب الفرنسي صديق لكل الشعوب، فلتستقبلوا الجيش الفرنسي بثقة، فممتلكاتكم ودينكم وعاداتكم كلها موضع احترام، فلسنا نحقد على أحد سوى على الطغاة الذين يظلمونكم".

بونابرت

لقد شهدت المعركة الأولى عمليات سلب كثيرة، وظل شيء منها رغم هذا الطلب وذاك التهديد، وقد أمر نابليون بإطلاق النار على بعض السلابين وعفا عن آخرين منهم قائلاً:

"هؤلاء البؤساء لا بد من التماس الأعذار لهم، لقد ظلوا طوال ثلاث سنوات يتطلعون للأرض الموعودة … والآن وقد دخلوها فإنهم يريدون الاستمتاع بها". وقد هدأهم بأن جعلهم يشاركون في المؤن والأموال التي تم جمعها من المدن " المحررة".