لقد كان الهدف الأول لإستراتيجيته هو أن يحطم الجيش السرديني ويدفع ملك سردنيا للتراجع إلى تورين Turin عاصمة بيدمونت التابعة له ودخل نابليون في سلسلة مواجهات عسكرية حسمها لصالحه بنجاح: في مونتنوت (١١ أبريل) وميليسيمو Millesimo (١٣ أبريل) وديجو (١٥ أبريل) وموندوفي Mondovi (٢٢ أبريل) وأدى هذا إلى بعثرة القوات السردينية وتدميرها مما أرغم تشارلز إمانوئيل على توقيع هدنة في شيراسكو Cherasco (٢٨ أبريل) تنازل بمقتضاها عن سافوي ونيس لفرنسا، ومن ثم ا نسحب من الحرب.
وفي هذه المعارك أثر القائد الشاب في المحاربين التابعين له بأوامره الواضحة الحاسمة، وتكتيكاته المنطقية الناجحة التي تكمل حكمة إستراتيجيته التي كانت مبنية في غالبها على مهاجمة جناحي العدو ومؤخرته. وتعلم الجنرالات الأقدمون أن يطيعوه ثقةً منهم في رؤيته وحكمه، أما الضباط الأصغر سنا (مثل جونو Junot ولان Lannes ومورا Murat ومارمون Marmont وبيرتييه Berthier) فكانوا مخلصين له حتى أنهم واجهوا الموت مرارا بسببه. وعندما وصل الجنود الباقون على قيد الحياة بعد هذه الانتصارات إلى مرتفعات مونت زيموتو Monte Zemoto التي يمكن أن يروا منها سهول لومبارديا Lombardy المشمسة انخرط كثيرون منهم في تحية تلقائية للقائد الشاب الذي قادهم بعبقرية.
والآن لم يعد يتحتم عليهم أن يسلبوا وينهبوا كي يعيشوا، فحيثما أقام نابليون الحكم الفرنسي فرض على الأثرياء والإكليروس الضرائب وحث المدن (أو أمرها) على الإسهام في ضبط سلوك جنوده. وفي ٢٦ أبريل، في شيراسكو Cherasco خاطب جيشه مادحاً إياه ومحذرا من قيام الجنود بعمليات سلب أو نهب:
أيها الجنود
لقد حققتم في أسبوعين ستة انتصارات، واستوليتم على واحد وعشرين علما، وخمسة وخمسين مدفعا، وفتحتم أغلى جزء في بيدمونت … كل ذلك بدون أية موارد تزودكم بما هو ضروري. لقد حققتم النصر بلا مدفع، وعبرتم الأنهار بلا جسور، وسرتم سيرا حثيثا بلا نعال، وعسكرتم بلا براندي بل وغالبا بلا خبز ..... إن وطنكم المقدر للجميل والمعترف به