وكتب لها مرة أخرى مرتين في يومي ٣ و ٧ أبريل، وسط معمعة الحرب. وقد درس المعلومات كلها التي أمكنه الحصول عليها عن قوات العدو التي يتحتم عليه هزيمته: جيش نمساوي بقيادة بوليو Beaulieu في فولتري Voltri بالقرب من جنوا، وجيش آخر بقيادة أرجنتاو Argentau في مونتنوت Montenotte إلى الغرب من الجيش الآنف ذكره (جيش بوليو) وجيش سرديني بقيادة كولي Colli عند سيفا Ceva أبعد إلى بالجنوب.
وقد افترض بوليو Beaulieu أن خطوط مواصلاته هي التي ستملي عليه أي جيش من جيوشه سيكون في حاجة لنجدة طارئة. وعلى هذا الأساس كان يتوقع بناء على أسباب معقولة أن يصد الهجوم الفرنسي نظراً لقواته المشتركة (المتحدة) التي تفوق القوات الفرنسية عددا بنسبة ٢ إلى ١ أي أن قواته ضعف القوات الفرنسية، أما إستراتيجية نابليون فهي أن يتحرك بأكبر عدد من جنوده بأقصى سرعة ممكنة وبسرية ليواجه واحداً من الجيوش المدافعة ويسحقه قبل أن ينجده أي جيش من الجيشين الآخرين. لقد كانت خطة نابليون تنطوي على الإسراع بالقوات الفرنسية في طرق جبلية وعره، وكان هذا يتطلب مقاتلين شديدي البأس ذوي عزم. وعمد نابليون إلى إثارة حماسهم ورفع روحهم المعنوية بأول بيان من بياناته المشهورة التي كانت إحدى عُدَدِه - غير قليلة الشأن - في معاركه:
"أيها الجنود. إنكم جائعون عراه. إن الجمهورية مدينة لكم بالكثير، لكنها تفتقد الوسائل لرد ديونها لكم. لقد أتيت لأقودكم إلى أخصب سهول طلعت عليها الشمس. فالمديريات الغنية والمدن الوافر ثراؤها .. كلها ستكون تحت أمركم. أيها الجنود، أيكون هذا الرخاء أمامكم ثم تعوزكم الشجاعة والثبات؟.
لقد كان ذلك دعوة واضحة للسلب والنهب. وكان هذا ضرورياً وإلا بأية وسيلة كان يستطيع هؤلاء الرجال الذين لم يتقاضوا مرتباتهم تحمّل المسيرة الطويلة ثم مواجهة الموت؟ فما كان نابليون مثل معظم الحكام والثوريين ليسمح للاعتبارات الأخلاقية أن تعوق النصر، وكان واثقا أن نجاحه سيمحو خطاياه. ألا يجب أن تساهم إيطاليا في تكاليف تحريرها؟