وبعد ثلاثة أيام من النشوة كان على الجنرال (نابليون) أن يعود إلى جنوده في مارميلورو Marmiloro، ومن هناك بثها أنشودة حب وإعجاب وفتنة لا تصدر إلا عن شاب:
"منذ فارقتك وأنا حزين الفؤاد. عندما أكون معك لا أستطيع ادخار شيء من السعادة … فمفاتن جوزفنيني (حبيبتي جوزفين) التي لا مثيل لها تشعل النار التي تحرق قلبي باستمرار وتلهب مشاعري. وعندما أتخلص من مشغولياتي ومسئولياتي، وأكون حرا في قضاء وقتي كله معك، فلن أفعل شيئا سوى أن أحبك.
منذ أيام قليلة مضت ظننت أنني أحبك، لكن الآن وقد رأيتك مرة ثانية فإنني أحبك أكثر من ذى قبل آلاف المرات ....
آه! إنني أتوسل إليك، دعيني أرى أن فيك عيوبا. كوني أقل جمالا، أقل لطفا، أقل رقة، أقل طراوة. وفوق كل هذا لا تكوني غيوراً. لا تبكِي، فدموعك تفقدني عقلي، تجعل دمائي تغلي .. تعالي بسرعة إليّ، على الأقل لنستطيع القول قبل الممات: لقد قضينا ساعات كثيرة طيبة معاً … " (٧٥).
وأطاعت جوزفين رغم خطر شرك العدو في الطريق فلحقت به في بريسكيا Brescia وصحبته إلى فيرونا Verona وهناك حمل له جواسيسه أخبارا مفادها أن جيشا نمساويا جديدا كان قد دخل إيطاليا بقيادة الكونت فون فيرمسر Von Wurmser كان قد طرد مؤخرا الفرنسيين من مانهيم Mannheim وقدر أن عدد أفراد هذا الجيش المعادي يفوق عدد قوات نابليون بنسبة ٣ إلى ١.
وتحسبا لكارثة محتملة أعاد جوزفين إلى بيشيرا Peschiera ودبر أمر نقلها من هناك إلى فلورنسا. وفي هذه الأثناء أصدر أوامره للفصائل الفرنسية بضرورة أن تغادر إلى مانتوا Mantua لفك الحصار عنها، وأن تأتي من طرق ملتوية (غير مباشرة) لتنضم إلى قوات جيشه الرئيسية. ووصلت القوات الفرنسية في وقت مكنها من المشاركة في معركة كاستيجليون Castiglione (٥ أغسطس ٦٩٧١). ولم يكن فيرمسر Wurmser يتوقع هذا الهجوم الفرنسي المبكر، فقد كان يقود كتائبه صوب الجنوب في صفوف طويلة ليس لها عرض كثيف، فانقض نابليون على القوات النمساوية غير المستعدة وشتتها وأسر خمسة