للشعوب كلها … ستحوزون العظمة الخالدة لتغييركم وجه الحياة في أجمل بقاع أوربا .. فالأمة الفرنسية الحرة … ستقدم لأوربا سلاما مجيدا … عندها ستعودون إلى بيوتكم ومواطنيكم الذين سيميزونكم عن سواكم … سيقول قائلهم عن الواحد منكم " إ نه كان مع الجيش الفرنسي المقاتل في إيطاليا "(٥٥).
وفي ٧٢ مايو واصلت القوات الفرنسية تقدمها في لومبارديا واحتل نابليون بريسكيا Brescia - متجاهلاً أنها تابعة للبندقية - وجعلها المركز الأول للمعركة القادمة، وعندما أرسلت البندقية مبعوثيها إليه للاحتجاج، تظاهر بالغضب وأثار الرعب فيهم بقوله لهم إن البندقية - بالفعل - تسمح للقوات النمساوية باستخدام طرقها ومدنها، فاعتذر البنادقة له ووافقوا على أن يكون له الحق نفسه في استخدام أراضي البندقية (٦٥).
وأدى جد القوات الفرنسية في المسير إلى وصولها إلى بشيرا Peschiera ، فهربت الحامية النمساوية التي تركها النمساويون فيها، وتملك نابليون الحصن الاستراتيجي ودعمه ليحمي طرق مواصلاته، واندفع إلى مانتوا Mantua حيث كانت بقايا جيوش بوليو Beaulieu الثلاثة قد اتخذت لنفسها مواقع دفاعية حصينة. وترك نابليون جزءاً من قواته لمحاصرة الحصن، وأرسل جزءاً آخر إلى الجنوب لطرد البريطانيين من ليجورن Leghorn ، وتم ذلك فعلا، وسرعان ما قامت ثورة شعبية أرغمتهم على مغادرة كورسيكا. ووجد مورا Murat أن طرد المبعوث (السفير) النمساوي من جنوا مسألة بسيطة، وعمل على ضم هذا الجزء النَّاتئ في البحر المتوسط في الجمهورية الليجورية تحت الحكم الفرنسي. ولا تكاد تكون إيطاليا قد شهدت مثل هذه التغييرات في القوى في فترة قصيرة كما شهدتها في هذه الفترة.
وعاد نابليون إلى ميلان وانتظر جوزفين التي وصلت في ٣١ يوليو، فعانق القائد المنتصر (نابليون) هازمه (جوزفين). وفي اليوم التالي حيتها المدينة بإقامة عروض خاصة في لاسكالا La Scala أعقبها حفل راقص قدم لها فيه الشخصيات المحلية البارزة كلهم -