الوطني وحكومة الإدارة، وكان سلب الأعمال الفنية في المدن المفتوحة عملاً ليس له سوابق إلا فيما ندر، أثار السخط في كل مكان ما عدا فرنسا، وكان نموذجا احتذاه المحاربون بعد ذلك. وتم إرسال كل ما سلب إلى حكومة الإدارة فتلقتها بسرور ووجدت هذه المسلوبات طريقها إلى اللوفر Louvre حيث توجهت لوحة الموناليزا Mona Lisa التي لم تفقد ابتسامتها رغم ما تعرضت له من اغتصاب (المقصود أن نقل اللوحة من إيطاليا إلى فرنسا نوع من الاغتصاب) واحتفظ نابليون لنفسه بقليل من العوائد الإيطالية (٣٥) استثمر بعضها في تقديم الرشاوي بحكمة وتدبير، واستخدم كثيرا منها في الدفع لجنوده ليخفف من حماسهم للسرقة.
وبعد أن جهز نابليون عشا لعروسه أرسل يلح على جوزفين (٨١ مايو) لتأتي إليه: "ميلان … لابد أن تعجبك فهي جميلة جداً .. سأطير من الفرح … أكاد أموت شوقاً لأراك وأنت تحملين طفلك … Addio،mio dolce amor .... تعالي بسرعة لتسمعي الموسيقا اللطيفة ولترى إيطاليا الجميلة" (٤٥). وبينما كان خطابه في الطريق إليها عاد لينهمك في طرد النمساويين من إيطاليا. وفي ٠٢ مايو كان مرة أخرى مع جنوده ولأنه كان يعلم أنهم سيواجهون بعد فترة وجيزة كثيرا من المصاعب وقوات العدو، فقد خاطبهم في بلاغ آخر من بلاغاته البليغة:
"أيها الجنود
لقد اندفعتم كالسيل من جبال أبينين Apennines وهزمتم كل قوة اعترضت مسيرتكم وشتتم شملها … فبو Po وتيسينو Ticino وأدا Adda لا يمكنها أن توقف تقدمكم .. نعم، أيها الجنود، لقد قمتم بالكثير لكن أحقا ما عاد مطلوبا منكم شيئا آخر؟ لا! إنني أراكم بالفعل وقد طرتم لتقبضوا على أسلحتكم … فأنتم لا تحبون الاستجابة الكسلى .. فكل يوم يمر دون أن تحققوا أمراً جليلا، إنما هو يوم ضائع لا يحسب من أعماركم .. وهو ضائع أيضا لأنكم لم تحققوا فيه سعادتكم. دعونا نتحرك بسرعة، فما زال أمامنا مسيرة شاقة، ومازال أمامنا عدو يتحتم علينا الانتصار عليه، ولا زالت أمامنا أكاليل الغار نحوزها، ومن الخطأ أن تحركنا روح الانتقام … لا تفزعوا الشعوب التي نمر بها، فنحن أصدقاء