سلم البابا هذه المدن إلى نابليون على وفق معاهدة تولينتينو Tolentino (٩١ فبراير ٧٩٧١)، ودفع البابا مبلغ خمسة عشر مليون فرنك "تعويضاً indemnity " عما لحق الجيش الفرنسي من خسائر. لقد أصبح نابليون الآن هو سيد الشمال الإيطالي كله فيما عدا بيدمونت Piedmont والبندقية (فينيسا)، فأعاد تنظيم قواته وأضاف إليها بعض الكتائب كونها في إيطاليا بالإضافة إلى دفعة جديدة وصلته من فرنسا بقيادة الجنرال برنادوت Bernadotte فبلغ عدد أفراد القوات تحت إمرته ٠٠٠.٥٧ مقاتل قادهم عبر الألب في طرق ارتفع فيها الجليد ثلاثة أقدام، ليهاجم فينا نفسها، المركز الإمبراطوري للهجوم على الثورة الفرنسية.
وأرسل الامبراطور فرانسيس الثاني Francis II جيشا قوامه ٠٠٠.٠٤ مقاتل لمواجهته بقيادة الأرشيدوق كارل لودفيج Karl Ludwig الذي عاد لتوه ثملاً بما حققه من انتصارات على جبهة الراين Rhine لكنه عندما علم بأعداد القوات الفرنسية المتقدمة، وهالته شهرة نابليون المقرونة بالاحترام اتخذ استراتيجية تراجعية (خططاً للانسحاب)، فتعقبه نابليون حتى أصبح على مسافة ستين ميلا من العاصمة النمساوية، وكان يمكنه حتى بلا جيش أن يستولي على المدينة فيحلو له عند ذلك أن يترنم مع هايدن العجوز Haydn وبيتهوفن الشاب. لكن لو أن ذلك حدث لتراجعت حكومة فينا إلى المجر وساعتها قد تطول مدة الحرب وتتسع رقعتها، وفي وسط الشتاء، وسيكون الجيش الفرنسي في وسط معادٍ عرضة في كل لحظة للهجوم على جناحيه. وفي لحظة نادرة من لحظات الاعتدال وبالحذر الذي استفاد منه كثيرا في سنواته اللاحقة - أرسل نابليون إلى الأرشيدوق دعوة للتفاوض لعقد هدنة، لكن الأرشيدوق رفض العرض، فألحق به نابليون هزائم منكرة في نو ماركت Neumarkt وفي أومتسماركت Umzmarkt فوافق كارل على التباحث، وفي ٨١ ابريل في لوبن Leoben عقد القائدان الشابان معاهدة سلام مبدئية يتوقف إقرارها على موافقة حكومتيهما.
وكان الطريق إلى التصديق على المعاهدة مغلقا يعترضه رفض النمسا التسليم من ناحية، وإصرار نابليون على الاحتفاظ بفتوحاته في لمبارديا من ناحية أخرى. لكن حدثاً بدا قليل