الشأن أعطى لنابليون فرصة - كفرصة لاعب القمار - ليتخلص من هذا المأزق. لقد كان نابليون قد احتل عدة مدن تابعة للبندقية (فينيسيا)، وقد سرى عصيان مسلح في بعض هذه المدن ضد الحاميات الفرنسية. ولأن مجلس الشيوخ (السينات (Senate في البندقية كان متورطا في إثارة هذا العصيان، فقد عزله نابليون وأحل محله سلطات بلدية (جهاز إداري على نمط المجالس البلدية) تابعة للسيطرة الفرنسية وجردها (أي البندقية) من الأراضي التابعة لها في البر الإيطالي. وعندما حان الوقت لتحويل الاتفاق المبدئي في لوبن Loeben ليصبح معاهدة كامبوفورميو Campoformio (٧١ أكتوبر ٧٩٧١) عرض نابليون على النمسا أن تكون حرة في ضم البندقية إلى إمبراطوريتها مقابل تنازلها عن لمبارديا وبلجيكا واعترافها بالحقوق الفرنسية على الشاطئ الأيسر لنهر الراين Rhine. لقد اعترى أوربا كلها تقريبا رعب شديد بسبب دبلوماسية التبرع بأراضي الآخرين هذه (إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق)، ونسيت آلاف المعاهدات.
وعلى أية حال فإن مكيافيللي الجديد أصر على الاحتفاظ لفرنسا بالجزر التابعة للبندقية في البحر الأدرياتي وهي كورفو Corfu وظانطه Zante وسيفالونيا Cephalonia. فقد كتب نابليون إلى حكومة الإدارة في ٦١ أغسطس ٧٩٧١ "إن هذه الجزر بالنسبة لنا أكثر فائدة لنا من إيطاليا كلها مجتمعة. إنها حيوية لإنعاش تجارتنا وازدهارها وإذا كان علينا أن ندمر إنجلترا بفاعلية فلا بد لنا من الاستيلاء على مصر. فالإمبراطورية العثمانية تذوي يوما بعد يوم، وهذا يرغمنا على استباق الأحداث وأن نتخذ خطوات مبكرة للحفاظ على تجارتنا في الشرق (٩٥) Levant ". لم يكن لدى الشيوخ إلا القليل ليعلموه لهذا الشاب ابن الثامنة والعشرين (نابليون).
وأعاد نابليون تنظيم المناطق التي فتحها فخول لنفسه صلاحيات سياسية واضحة، فجعل من ميلان مركزا لجمهورية سيزالبينية Cisalpine وجعل من جنوا مركزا لجمهورية ليجورية، يحكم كل منهما حكومة ديمقراطية محلية تحت الحماية الفرنسية وأيضا تحت السيادة الفرنسية. والآن وقد انتقم من الفتح القيصري الروماني لبلاد الغال، عاد العريف