بدورهم بزعامة كل من بارا Barras وروبل Rewbell ولاريفيليير Larevelliere. ويبدو أن هؤلاء الثلاثة قد اتخذوا من الشعار الذي تنسبه الروايات إلى البابا ليو العاشر، ذلك الشعار القائل: إنه "ما دام الرب قد أعطانا هذا المنصب فدعونا نستمتع به".
لقد كانوا سعداء فيما يبدو بفترة السلام النسبي التي أتاحت لفرنسا أمنا من الناحية الظاهرية، وكانوا قد تعلموا بالخبرة أن المناصب الحكومية غير مضمونة خاصة في أثناء الثورات، فراحوا يستعدون للإطاحة بهم بفرش أعشاشهم (المقصود راحوا يجمعون الأموال ليؤمنوا حياتهم إذا ما تركوا الحكم)، فعندما عرضت إنجلترا المعزولة عليهم السلام في يوليو سنة ١٧٩٧ قيل لها إن ذلك أمر يمكن ترتيبه إذا دفعت مبلغ ٥٠٠،٠٠٠ جنية إسترليني لكل من بارا وروبل واستطاع هؤلاء الأشخاص الآنف ذكرهم الحصول على رشوة - فيما يظهر - من البرتغال، كان مقدارها ٤٠٠،٠٠٠ جنية إسترليني، لقاء السلام الذي حصلت عليه من فرنسا في أغسطس من العام نفسه.
وكان روبل جشعا وكان بارا يحتاج إلى دخل متحرك (غير ثابت كالمرتبات الحكومية) ليحتفظ بالمدام تاييه Mme. Tallien وأما المرتبطون به فكانوا ذوي نزوات ومتسمين بالمرح، وكانوا في حاجة إلى الأموال للاحتفاظ بمساكنهم الفاخرة في قصر لكسمبرج أما تاليران وزير الشئون الخارجية فقلما كان يفلت فرصة ليجعل الثورة تمول ما يشبع ذوقه الأرستقراطي، وقد أحصى بارا العمولات التي يحصل عليها، فوجدها - غالبا - تزيد عن ١٠٠،٠٠٠ جنية في السنة. وفي أكتوبر سنة ١٧٩٧ حضر إلى باريس ثلاثة مندوبين أمريكيين لفض نزاع حول سفن أمريكية استولى عليها قراصنة فرنسيون مفوضون من الحكومة، على وفقا ما ذكره الرئيس جون آدمز John Adams فقد قيل لهم أنه يمكنهم الوصول إلى اتفاق بتقديم قرض قيمته ٣٢ مليون فلورين لحكومة الإدارة و"حلاوه douceur" (المقصود رشوة) قيمتها ٥٠،٠٠٠ جنية إسترليني لتاليران.
لقد واجه هؤلاء الثلاثة (أعضاء حكومة الإدارة الآنف ذكرهم) كثيرا من المشاكل فقد يجوز لنا التسماح مهم في معظم أخطائهم - على الأقل فيما يتعلق بإنعاش أنفسهم مساء