مغايرا عادا وقد اعتراهما التعب وشملهما المرض حقا بسبب الرحلة وقطعا مائتي ميل إلى العاصمة، وفي هذه الفترة أتاه والد زوجها الراحل، الرجل الهرم الماركيز دى بوهارنيه de Beauharnais وراح يبرر له ويحثه على مسامحتها:
"مهما تكن أخطاؤها فلتنسها، لا تلوث لحيتي التي اشتعلت شيبا ولا تلوث الأسرة التي منحتك التشريف". أما إخوة بونابرت فقد حثوه على طلاقها وقد كانت أسرته مستاءة من سلطانها عليه، لكن بارا حذره من أن الفضيحة العامة تضر بمركزه السياسي.
وعندما وصلت الأم المنهكة (جوزيفين) وابنتها إلى ٣ شارع النصر (١٨ أكتوبر) قابلهما يوجين عند نزولهما من العربة وحذرهما من عاصفة متوقعة، فتركت جوزيفين، يوجين يحتفي بأخته، وأسرعت بصعود السلم قفزا وطرقت باب غرفة نابليون الذي أجابها بأنه قرر ألا يراها ثانية، فخرت على السلم وراحت تنشج بالبكاء حتى أتى يوجين وهورتنس فساعداها على النهوض، وعادا معها ليتوسلا إلى نابليون معا، وفي وقت لاحق قال نابليون:
"لقد تأثرت بشدة فلم أكن أستطيع أن أتحمل بكاء ابنها وبنتها، وسألت نفسي: أيجب أن يكونا ضحية سقوط أمهما؟ فبسطت يدي وأمسكت بذراع يوجين وأردفته خلفي. عندئذ أتت هورتنس ومعها أمها … ماذا يمكن أن يقال؟! إن المرء لا يكون إنسانا دون أن يرث الضعف البشري".
في هذه الأيام التي نزع فيها إلى السكون والتأمل تجنب فيها أن يظهر أمام العامة، فقد كان يعرف أن الرجل العام (موضع اهتمام العامة) لا يجب أن يكون عاما جدا. وفي البيت وعندما يخرج، كان لباسه مدنيا حتى يحبط الشائعات القائلة بأن الجيش كان يخطط للاستيلاء على الحكم. وقام بزيارتين: زيارة ليقدم احترامه لمدام هيلفيتيوس Helvetius البالغة من العمر ثلاثة وثمانين عاما، وذلك في أوتيل Auteuil،
والزيارة الثانية للمعهد العلمي حيث تحدث عن الحملة الفرنسية على مصر باعتبارها في جانب كبير منها ذات أبعاد علمية (لصالح العلم) وقد أيده في هذا بيرثولي Berthollet ومونج وراح لابلاس ولاجرانج وكابانيه Cabanis وكثيرون غيرهم يستمعون إليه