كعالم وفيلسوف. وفي هذا الاجتماع قابل سييس وكسبه إلى جانبه بملاحظة واحدة:" ليس لدينا حكومة لأنه ليس لدينا دستور أو على الأقل ليس لدينا الدستور الذي نحتاج لا بد أن تقدم لنا بعبقريتك هذا الدستور المطلوب".
وسرعان ما أصبح بيته مركزا لمفاوضات سرية. لقد استقبل زوارا من "اليسار" ومن "اليمين"(يساريين ويمينيين)، ووعد اليعاقبة بالمحافظة على الجمهورية ودافع عن مصالح الجمهور، لكنه أعلن أخيرا وبصراحة أنه قابل ممثلي "البوربون" Bourbons وعلى أية حال فقد جعل نفسه بعيدا عن أي فريق، خاصة الجيش.
ونصحه الجنرال بيرنادوت Bernadotte الذي كان يأمل أن يتولى الحكومة بنفسه ألا يقحم نفسه في السياسة ويكتفي بمنصب قيادي عسكري. واستمع نابليون بمزيد من الرضا لمدنيين مثل سييس الذي نصحه بتولي أمر الحكومة وتدشين دستور جديد. وكان هذا يتطلب تعديل أو خرق قانون أو قانونين، ولكن مجلس الشيوخ خوفاً من إحياء حركة اليعاقبة قد يتغاضى عن شيء من التجاوز للقانون (يتغاضى عن خروج قليل عن القانون)، أما مجلس الخمسمائة فرغم أن به أقلية يعقوبية قوية، فإنه قد انتخب مؤخراً لوسين بونابرت Lucien Bonaparte رئيساً له. ومن بين أعضاء حكومة الإدارة الخمسة كان سييس ودوكو Ducos إلى جانب نابليون، وكان تاليران يحث بارا على الانسحاب بما حققه من مجد ومكاسب (غنائم) أما جوهييه Gohier رئيس حكومة الإدارة فكان على علاقة نصف غرامية بجوزيفين ويمكن شل حركته بابتسامة منها. وقد يكون بعض المصرفيين قد أرسلوا فرنكات لتأكيد صداقتهم.
وفي الأسبوع الأول من شهر نوفمبر سرت إشاعة في باريس مؤداها أن اليعاقبة كانوا يجهزون لقيام الجماهير بتمرد، واعتبرت مدام دى ستيل de Stael هذه الأخبار صحيحة فجهزت نفسها للخروج السريع من باريس إذا انفجرت الاضطرابات. وفي ٩ نوفمبر (اليوم الثامن عشر من شهر برومير (شهر الضباب) الذي سيصبح يوما شهيرا من الآن فصاعدا) أمر مجلس الشيوخ مستخدما حقوقا كفلها له الدستور بنقل اجتماعاته وكذلك اجتماعات مجلس الخمسمائة إلى القصر الملكي في ضاحية سان كلود St. Cloud