للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اعتبارا من اليوم التالي، وتوسع في استخدام حقه الدستوري فقام بتعيين بونابرت قائداً لحامية باريس وأمره بالقدوم فورا إلى مقر مجلس الشيوخ في التوليري Tuileries لأداء القسم، فأتى نابليون يرافقه ستون ضابطا والتزم بشروط فضفاضة بما فيه الكفاية ليسمح لنفسه بشيء من حرية العمل والاختيار فيما بعد، واستخدم عبارات عامة تتيح له تفسيرها فيما بعد: "إننا نريد جمهورية قائمة على الحرية والمساواة والمبادئ المقدسة لتمثيل الأمة، وسنصل إلى هذه الجمهورية، إنني أقسم".

وعندما خرج من القاعة قال للجنود المتجمعين: "الجيش متحد معي ثانية، وأنا أتحدث ثانية مع المجلسين". وفي هذه الأثناء أحضر بوتو Bottot سكرتير بارا إلى نابليون رسالة من بارا عضو حكومة الإدارة الذي كان قويا ونافذا في وقت من الأوقات، يطلب فيها ضمانا بالخروج الآمن من باريس لأنه ينوي الخروج منها. فهب نابليون صارخاً في بوتو - البائس الذي لا ذنب له إلا أنه حامل رسالة - وراح يقول له بصوت عال يريد أن يسمعه الجند والمدنيون، كلمات كانت كحكم بالإعدام على حكومة الإدارة، لقد قال له بطريقة إياك أعني واسمعي يا جارة:

"ماذا فعلتم بفرنسا التي تركتها لكم مزدهرة؟ لقد تركتكم تنعمون بالسلام، فوجدتكم - عندما عدت - في حرب، لقد تركت لكم انتصارات فوجدتها هزائم! لقد تركت لكم الملايين من إيطاليا فوجدت السلب والبؤس. ماذا فعلتم بمئات الآلاف من الفرنسيين الذين أعرف أنهم زملائي وشركائي في النصر والعظمة؟ لقد ماتوا."

ولم يكن المستمعون إليه يعلمون أنه استعار بعضا من هذه السطور من جرينوبل اليعقوبي Grenoble Jacobin فأحسوا بقوتهم إذ كان قد جرى اختزانهم في الذاكرة فترة طويلة كمبرر للانقلاب الذي سيحدث. ومخافة أن تثير كلماته هذه سخط بارا فقد انتحى جانبا ببوتو وأكد له أن مشاعره الشخصية عن عضو حكومة الإدارة (بارا) لم تتغير. ثم ركب حصانه واستعرض جنوده وعاد إلى جوزيفين سعيدا بنجاحه كخطيب.

وفي ١٠ نوفمبر قاد الجنرال ليفيبفر Lefebvre خمسمائة من حامية باريس إلى سان كلو وعسكر بالقرب من القصر الملكي، وتبعهم نابليون وعدد من ضباطه المقربين،