للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم لحق بهم سييس، ودوكو Ducos، وتاليران، وبوريين Bourrienne . وراحوا يراقبون اجتماع مجلس الشيوخ في بهو مارس Mars واجتماع مجلس الخمسمائة في حديقة البرتقال المجاورة للبهو (الأورنجيري Orangerie) وحالما دعا لوسين بونابرت الخمسمائة للجلوس والنظام حتى تعالت الاحتجاجات على وجود العساكر حول القصر. لقد تعالت الصيحات: "لا للدكتاتورية .. فليسقط كل دكتاتور! إننا أحرار ولن تخيفنا الحراب" وكان هناك اقتراح مؤداه أن على كل نائب أن يتقدم إلى المنصة وأن يجدد بصوت مسموع قسمه بحماية الدستور، وجرى تنفيذ ذلك بهدوء حتى الساعة الرابعة بعد الظهر.

وتباطأ مجلس الشيوخ أيضا على أساس أنه من الضروري انتظار ما يتقدم به الخمسمائة من اقتراحات، وكان نابليون في غرفة جانبية مغيظا حانقا مخافة أن يضيع هدفه إذا لم يتم اتخاذ عمل حاسم حالا. وشق نابليون طريقة بين بيرتييه Berthier وبوريين واتجه إلى منصة مجلس الشيوخ وحاول أن يثير هؤلاء الرجال كبار السن ليتحركوا للقيام بعمل ما، لكنه رغم ما كان معروفا عنه من بلاغة في بياناته وحسم في مناقشاته كان في هذه المرة يكظم غيظه ويكتم أفكاره مما جعله غير قادر على ارتجال خطبة منسقة أمام هذا المجلس التشريعي. لقد تحدث بحدة وعنف وطريقة مشوشة:

" إنكم فوق بركان! .... اسمحوا لي أن أتحدث بحرية كجندي (كمقاتل) .. لقد كنت أعيش في سلام في باريس عندما استدعيتموني لتنفيذ أوامركم .... إنني أجمع رفاق السلاح … لقد هببنا لنجدتكم .... بينما الناس يغمرونني بافتراءاتهم .. لقد قالوا إنني مثل قيصر، كرومويل Cromwell وتحدثوا عن حكومة عسكرية … إن الوقت يمضي بسرعة. إنه من الضروري أن تتخذوا إجراءات حاسمة فورية .... إن الجمهورية بلا حكومة، فلم يبق إلا مجلس الشيوخ، فليتخذ المجلس إجراءات، فلينطق، وسأكون أداة التنفيذ. دعونا ننقذ الحرية! دعونا ننقذ المساواة! ".

وقاطعة أحد الأعضاء: "وننقذ الدستور أيضا! "

فأجاب نابليون بانفعال غاضب:

"دستور!؟ إنكم أنفسكم قد دمرتموه. أنتم انتهكتموه