في ١٨ فروكتيدور Fructidor! أنتم انتهكتموه في ٢٢ فلوريل Floreal . أنتم انتهكتموه في ١٣ بريريال Prairial . إنه لم يعد جديرا باحترام من أي إنسان".
وعندما طالبوه بأن يسمى الذي وقفوا وراء مؤامرة اليعاقبة، ذكر اسم بارا ومولا، فلما طلبوا منه دليلا تلعثم ولم يجد ما هو أكثر إقناعا من توجيه حديثه للجنود الواقفين عند المدخل:
"أنتم، يا رفاقي الشجعان الذي تصطحبونني، يا رماة القنابل الشجعان .. إذا تجاسر أي خطيب من هؤلاء، مدفوعا من أحد الأجانب وأعلن إباحة دمى (أنني لست تحت حماية القانون Hors La Loi) ، فدعوا بريق الحرب يمحقه فورا"
وغمرت الأسئلة والاعتراضات المتحدث (نابليون) فأصبحت كلماته أكثر اضطرابا وتشوشا، فهب مساعدوه لإنقاذه من هذه الورطة ورافقوه إلى خارج الغرفة. لقد بدا أنه دمر مشروعه.
لكنه قرر أن يحاول مرة أخرى، لكنه في هذه المرة سيواجه عدوه مباشرة، أولئك الخمسمائة الذين تلونوا بلون اليعاقبة، فاتخذ سبيله إلى حديقة البرتقال المجاورة (الأورنجيرى) يرافقه أربعة من رماة البنادق. وكان النواب مستائين من العرض العسكري فضجت القاعة بالصياح:
"يسقط الدكتاتور .. يسقط الطغيان! دمه حلال … إنه ليس تحت حماية القانون Hors La Loi ". لقد كانت هذه العبارة الأخيرة هي التي تسببت فيما سبق في إسقاط روبيسبير وموته. لقد طرحت فكرة "إهدار دم نابليون" بالفعل فرفض لوسين بونابرت رئيس المجلس طرح الفكرة للتصويت وترك مقعد الرياسة ليعتلي المنصة ويدافع عن نابليون (أخيه). وأحاط النواب المُستقرون بنابليون: "إنه من أجل هذا حققت انتصاراتك؟! " هكذا سأل أحدهم، وتكالب آخرون عليه وتزاحموا حوله حتى كاد يغمى عليه، فأفسح له العسكريون المصاحبون له الطريق وخرجوا به خارج القاعة، فأنعشه الهواء الطلق، فركب حصانه ولجأ الجنود الذين وقفوا مندهشين لرؤية ثيابه ممزقة وشعره مهوشاً، فخاطبهم: "أيها الجنود. أيمكنني أن أعتمد عليكم؟ " فرد كثيرون منهم بنعم وتردد آخرون. لقد كان نابليون مرة أخرى في الغاية من التشوش، فخطته الكبرى تبدو قد تعثرت.
لقد أنقذه أخوه الذي أسرع خارج القاعة الكائنة في حديقة البرتقال (الأورنجيري)